الرباط (الاتحاد، وكالات)

واصلت فرق الإنقاذ جهودها المكثفة، أمس، في قرى دمرها الزلزال وإن كانت آمال العثور على ناجين تتضاءل بعد 6 أيام على الكارثة التي خلفت قرابة ثلاثة آلاف قتيل.
وأدى تباعد القرى وطرقها الوعرة إلى صعوبة عمل الفرق، حيث تتواجد فوق جبال شاهقة، مثل القرى التابعة لمدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت. كما أن الزلزال ساهم في تساقط أحجار ضخمة على الطرقات تُعيق عمل الجرافات. وشارك الأهالي في عمليات الإنقاذ، حيث نجح بعض الشبان في انتشال العديد من العالقين تحت الأنقاض.
ولم تتوقف المبادرات الشعبية لدعم ضحايا الزلزال، حيث توافدت عشرات الشاحنات والسيارات، على المناطق المتضررة، محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، وفق ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي.
وبلغت قوة الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة، 7 درجات على مقياس ريختر، ومركزه منطقة الحوز، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه «الأعنف منذ قرن». وفي موازاة ذلك، تتواصل جهود فتح وتوسعة مسالك جبلية لإيصال المساعدات للقرى النائية.
بلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيل على الأقل إضافة إلى 5530 جريحاً، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية أمس الأول، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.
وأكدت أن السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال. وسويت العديد من القرى بالأرض، خصوصا وأن أبنيتها في الغالب طينية، مثل قرية «إنغيد» في منطقة الحوز جنوب مراكش.
وقال مسؤول في وزارة التجهيز أمس، إن فرقاً متخصصة تواصل العمل على فتح مسالك ثانوية ضيقة وسط الجبال، لتأمين الوصول إلى قرى صغيرة. وأكد أن «الطريق الرئيسية المؤدية لجماعة دائرة إغيل حيث مركز الزلزال قد فتحت وأيضا لقرية أغبار المجاورة».
وتستخدم السلطات المغربية طائرات مروحية ومسيرات وأعداداً كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت ووارزازات. وفي موازاة عمليات الإغاثة وفتح الطرق تواجه السلطات تحدي إيواء الأسر التي فقدت بيوتها، حيث أقيمت عدة خيام قرب البيوت المهدمة. وفي بلدة أمزميز، على بعد نحو 60 كيلومترًا جنوب مراكش، على الطريق المؤدية لتلك القرى الجبلية، وزعت القوات المسلحة خياماً على السكان الذين فقدوا بيوتهم.
كما قام الجيش المغربي بتزويد المناطق المتضررة من الزلزال بمخابز متنقلة ضخمة.
ولقيت مبادرة الجيش استحساناً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاد المتابعون بهذه المبادرة التي تأتي لتُعزز دور القوات المسلحة في المناطق المتضررة، إلى جانب جهودها الأخرى في سبيل تخفيف وطأة الفاجعة.
وفي سياق آخر، أعلن الصليب الأحمر الألماني، أمس، عن إرسال أول شحنة مساعدات إلى مناطق الزلزال في المغرب. 
وأوضح الصليب الأحمر الألماني أن طائرة تقل ما مجموعه 36.6 طن من المساعدات التي تتضمن 3000 من الفُرُش الأرضية العازلة و550 خيمة.