عواصم (الاتحاد، وكالات)
تعهدت حكومة المغرب بمساعدة الناجين من الزلزال وتقديم مساعدات مالية لإعادة بناء المنازل والمدارس، فيما واصلت فرق الإنقاذ عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الخامس على التوالي.
وكشف رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، 3 مراحل سيجري تنفيذها لمواجهة تداعيات أزمة الزلزال المدمر.
وقال أخنوش، في حديثه للصحفيين عقب اجتماع وزاري عقد بالعاصمة الرباط: «هناك عدة مراحل في مواجهة تداعيات الزلزال، المرحلة الأولى تخص تدبير الأزمة، والتي نقوم بها بكفاءة كبيرة، إضافة إلى إنقاذ الأرواح وإسعاف الجرحى وتبسيط إجراءات الدفن وإيصال الإعانات الغذائية والصحية».
وأضاف: «المرحلة الثانية تهم إعادة إعمار منازل المتضررين، كما سنقوم بصرف تعويضات لهذه الساكنة، تفاصيل التعويضات سيتم حسمها في الأيام القليلة المقبلة».
وأردف رئيس الحكومة المغربية: «أما المرحلة الثالثة فهي الاهتمام بالخدمات العمومية في المناطق، التي شهدت الزلزال، مثل الصحة والتعليم والطرق والماء والكهرباء، بهدف مواكبة مرحلة إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى طبيعتها».
وواصلت فرق الإنقاذ بالمغرب، أمس، عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض لليوم الخامس على التوالي.
ونجحت فرق البحث والإنقاذ في انتشال عدد من الوفيات والعالقين تحت الأنقاض، وذلك في مناطق متفرقة تضررت جراء الزلزال.
وأفادت وزارة الداخلية أمس، بارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2901 وفاة، والجرحى إلى 5530 شخصاً.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الضحايا في إقليم الحوز، مركز الزلزال، ارتفع إلى 1643 وفاة.
ويكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى القرى الجبلية النائية، التي تضررت بشدة جراء الزلزال، في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام، ومن أجل إيصال المساعدات للأسر المنكوبة.
وأفادت مصادر محلية، أن أهالي المتضررين شاركوا في عمليات الإنقاذ حيث نجح السكان في انتشال عدد من العالقين.
ورافقت ذلك مبادرات شعبية لدعم ضحايا الزلزال حيث توافدت على المناطق المتضررة عشرات الشاحنات والمركبات المحملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية كالأغطية والفرش، وفق ما نقلته منصات التواصل الاجتماعي.
والأحد، أعلنت الحكومة فتح حساب خاص لدى الخزينة وبنك المغرب بهدف تلقي المساهمات المالية التضامنية من المواطنين والهيئات الخاصة والعامة. وباشرت فرق الإنقاذ الأجنبية عملها لتلتحق بنظيرتها المغربية مباشرة، عقب وصولها إلى المملكة الأحد. وبلغت قوة الزلزال الذي ضرب المغرب، 7 درجات على مقياس ريختر، ومركزه منطقة «الحوز»، حيث طال عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش وأغادير وتارودانت، بحسب المعهد الوطني للجيوفيزياء، الذي وصف الزلزال بأنه «الأعنف منذ قرن».
إلى ذلك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أمس، إن 100 ألف طفل مغربي على الأقل تأثروا بالزلزال. وأضافت المنظمة: «اليونيسف على استعداد لدعم الاستجابة الإنسانية للوصول إلى الأطفال والأسر المتضررة».
بدوره، قال ريتشارد برينان مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية: إن حجم المساعدات التي قدمتها المنظمة للمغرب في إطار الاستجابة لتداعيات الزلزال لا يزال قليلاً، وذلك بسبب تدفق المساعدات الدولية، مؤكداً في الوقت نفسه الاستعداد لتلبية كافة احتياجات المناطق المتضررة.
واعتبر برينان أن «أعمال الإغاثة في سباق مع الزمن»، مضيفاً: «نحتاج أولاً إلى إنقاذ الضحايا المصابين أو العالقين تحت الحطام، وكلما كنا أسرع في انتشال هؤلاء ونقلهم بشكل سريع إلى المستشفيات والمرافق الطبية وتقديم الرعاية لهم كانت الاستجابة أفضل، هذه هي الأولوية القصوى».