القاهرة (الاتحاد)

بحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالدورة الـ 160 لمجلس جامعة الدول العربية، أمس، عدداً من المواضيع المتعلقة بمسار العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون، بالإضافة إلى قضايا عربية راهنة والتحديات الإقليمية والدولية، وسط ترحيب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر لمجموعة «بريكس»، موضحين أن هذه الخطوة خير دليل على تزايد أهمية العالم العربي والدول العربية.
وبدأ الاجتماع في مقر الجامعة برئاسة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي تسلم رئاسة الدورة خلفاً لوزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الخارجية العرب، ورؤساء الوفود من الدول العربية. 
وناقش وزراء الخارجية العرب عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والمالية والإدارية، منها بند العمل العربي المشترك، كما ناقش الوزراء تطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والسودان والصومال، والتضامن مع لبنان، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي.
وناقش الوزراء بنوداً تتعلق بالشؤون الاجتماعية والقضايا الاقتصادية وصيانة الأمن القومي ومكافحة الإرهاب وتقارير اللجان الدائمة للشؤون الإدارية والمالية والقانونية وحقوق الإنسان. 
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال الاجتماع إلى تكثيف العمل العربي المشترك خلال المرحلة القادمة على الأصعدة كافة، بما يتفاعل مع المتغيرات ويسمح بالتكيف معها.
وقال أبو الغيط، إن «تطورات الفترة الماضية تشير إلى أن التعامل مع تبعات الصراعات الإقليمية يقتضي تعزيزاً للعمل الجماعي بين الأطراف المختلفة لتنسيق المواقف بين الدول الراغبة في الحفاظ على استقلالها الاستراتيجي، وتوفير منصات للعمل المشترك الذي يتناول القضايا التي تتعلق بصيانة المصالح الوطنية». 
ولفت إلى أن الجامعة العربية نجحت خلال الشهور الماضية في التحرك على أكثر من صعيد من أجل تعزيز شراكاتها مع القوى الدولية المختلفة باعتبار أن هذه الشراكات تمثل رصيداً استراتيجياً مهماً للدول العربية. 
وذكر أبو الغيط أن «الأزمة في السودان ما زالت تتوالى فصولها مخلفة تكلفة هائلة بما يفوق الاحتمال على أبناء الشعب السوداني». 
وبشأن اليمن، قال أبو الغيط، إنه «برغم خفض التصعيد وتراجع حدة العمليات العسكرية في الشهور الماضية، فإن الوقف الشامل لإطلاق النار، فضلاً عن التسوية السياسية، ما زالت أهدافاً بعيدة المنال». 
وفي سياق آخر، نوه أبو الغيط باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، وما صاحبه من استعادة للانخراط العربي في أزمتها، وفي التعامل مع أسبابها وتبعاتها الصعبة التي يعاني منها أبناء الشعب السوري. 
بدوره، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي المغربي ناصر بوريطة، خلال الاجتماع، أهمية تحديت منظومة العمل العربي المشترك على غرار كثير من التكتلات الدولية التي جعلت من التعاون الاقتصادي الطريق لتحقيق الوحدة. 
وأعرب عن أمل المغرب في استقرار الأوضاع في الدول العربية التي تشهد مشكلات، وأن يتم ذلك بناء على الحوار والمبادرات السلمية. 
كما أعرب عن تطلع بلاده لاستكمال التسوية السياسية في ليبيا في أقرب الآجال، مشيراً إلى أن المؤتمرات والاجتماعات ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق الاستقرار. 
وهنأ بوريطة الإمارات والسعودية ومصر، عقب تسلمه رئاسة الدورة، بانضمامها لمجموعة «بريكس»، موضحاً أن هذه الخطوة خير دليل على تزايد أهمية العالم العربي والدول العربية. 
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «الجامعة العربية تفاعلت بالكفاءة والسرعة المطلوبتين مع الأزمة السودانية».