حسن الورفلي، وام (أبوظبي، بنغازي)

أعربت دولة الإمارات عن قلقها من تطورات الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس، ودعت الأطراف كافة إلى خفض التصعيد ووقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات.
وحث معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، في بيان على الحفاظ على سلامة المدنيين والمقرات الحكومية والممتلكات، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للخروج من الأزمة الراهنة.
وجدد معاليه موقف دولة الإمارات الداعي إلى حل الصراع في ليبيا، ودعمها الكامل لما يحفظ أمن واستقرار ووحدة ليبيا، وفق مخرجات خارطة الطريق، وقرارات مجلس الأمن، واتفاقية وقف إطلاق النار، لضمان نجاح الانتخابات وتطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو التنمية والاستقرار والازدهار.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا أمس، الاتفاق على وقف إطلاق النار في طرابلس، وذلك عقب اشتباكات عنيفة بين فصيلين عسكريين متنافسين رداً على اعتقال قائد كبير بأحد الفصائل، قبل أن يتم إطلاق سراحه في وقت لاحق أمس. وقال الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية محمد حمودة، أمس، إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة اتفق مع أعيان منطقة «سوق الجمعة» في طرابلس على وقف إطلاق النار وتسليم آمر «اللواء 444 قتال» محمود حمزة، إلى جهة محايدة.
ومنذ مساء أمس الأول، اندلعت مواجهات مسلحة في العاصمة بين قوة تتبع لـ«جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب» التابع للمجلس الرئاسي، و«اللواء 444 قتال» التابع لحكومة الوحدة الوطنية، وسط دعوات لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن «جهاز الردع» احتجز «محمود حمزة» قائد «اللواء 444 قتال» الذي يسيطر على جزء كبير من العاصمة طرابلس، في مطار معيتيقة خلال محاولته السفر أمس الأول.
وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية أمس، تلقيها نداءات استغاثة عبر الأجهزة التابعة لها من مدنيين عالقين في مناطق الاشتباكات يطلبون توفير ممرات آمنة لهم وإخراجهم.
وأعربت الوزارة في بيان عن «أسفها لما يشهده جنوب العاصمة طرابلس من اشتباكات وسط الأحياء المكتظة بالسكان، وقرب المؤسسات الطبية العامة والخاصة».
ودعت طرفي الاشتباكات إلى السماح لفرق الطوارئ التابعة للإسعاف والطوارئ، ومركز طب الطوارئ والدعم، والهلال الأحمر، بإنقاذ المتواجدين في مناطق الاشتباكات، وتوفير ممرات آمنة حفاظاً على حياة المدنيين
بدوره، قال متحدث جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي، إن الجهاز تلقى نداءات من قبل عائلات محاصرة داخل مناطق الاشتباك، ولكن حتى الآن هناك صعوبة للوصول إليها، مشيراً إلى إجلاء عشرات العائلات من مناطق الاشتباك.
وأعلنت شركات طيران دولية عدة، أمس، تعليق رحلاتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، نتيجة لاستمرار المواجهات المسلحة.
وتعليقاً على ذلك، قال مدير مطار معيتيقة الدولي لطفي الطبيب، إن هناك العديد من شركات الطيران نقلت طائراتها إلى مصراتة، كإجراء احترازي وشركات ألغت رحلاتها المقررة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان، إنها «تتابع بقلق بالغ الأحداث والتطورات الأمنية التي تشهدها طرابلس منذ يوم الاثنين، وتأثيراتها الوخيمة على المدنيين».
وأعربت عن «القلق إزاء التأثير المحتمل لهذه التطورات على الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية للنهوض بالعملية السياسية، بما في ذلك الاستعدادات للانتخابات الوطنية».
وأكدت أن «العنف ليس وسيلة مقبولة لحل الخلافات، ويجب على جميع الأطراف الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت بالسنوات الأخيرة ومعالجة الخلافات من خلال الحوار».
دعوات دولية لتجنب التصعيد
أطلقت العديد من دول العالم والاتحاد الأوروبي، أمس، دعوات تطالب بوقف التصعيد في طرابلس، وتجنب العنف حفاظاً على الأرواح. وتلت الدعوات الدولية نداء أعلنه المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، حث فيه جميع الأطراف في طرابلس على وقف التصعيد، واحترام رغبة الشعب الليبي وتطلعه إلى السلام والاستقرار. وقال سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل، في بيان، إن البعثة تدعم بشكل كامل نداء التخفيف من التصعيد وحماية الأرواح. وأضاف: «الليبيون لا يريدون رؤية الحرب مرة أخرى»، محملاً «الممثلين السياسيين والجهات الأمنية مسؤولية ضمان عدم استخدام العنف، لتحقيق منافع سياسية أو شخصية».
من جهتها، أعربت سفارات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لدى ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات العنيفة وتأثيرها على المدنيين. وقالت السفارة الفرنسية في بيان: «نضم صوتنا إلى دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والمطالبة بتجنب التصعيد والوقف الفوري للأعمال العدائية». كما شددت السفارة البريطانية على أن «حماية أرواح المدنيين أمر بالغ الأهمية».
بدورها، طالبت السفارة الأميركية بـ«التراجع الفوري عن التصعيد، من أجل الحفاظ على المكاسب الليبية الأخيرة نحو الاستقرار والانتخابات».