عدن (الاتحاد)
أعلنت الأمم المتّحدة، أمس، انتهاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط «صافر» المتداعية قبالة ميناء الحُديدة غرب اليمن في البحر الأحمر، مشيرة إلى سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب.
وقالت المنظمة الدولية، في بيان، إنّ «أمينها العام أنطونيو جوتيريش يرحّب بالأنباء التي تفيد بأنّ نقل النفط من الناقلة صافر إلى سفينة الاستبدال انتهى بأمان الجمعة، مجنّباً المنطقة ما كان يمكن أن يكون كارثة بيئية وإنسانية ضخمة».
من جهته، قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر إنّ «هذا الإنجاز يعني انتهاء الشقّ الأساسي من الجهود التي تُبذل منذ سنوات لوقف التهديد الذي تشكله الناقلة صافر».
وأضاف شتاينر: «نحن اليوم ممتنّون جداً لتمكّننا من إعلان اكتمال هذا الجزء من المشروع».
وتابع، أنّ «ذلك يزيل التهديد الوشيك والفوري الذي أصبح محطّ أنظار العالم بأسره، ناقلة النفط التي يمكن أن تنهار أو تنفجر في البحر الأحمر».
وفي وقت سابق أمس، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً): «إنه سيتم اليوم (الجمعة) استكمال تفريغ خزان صافر من النفط بعد عملية أممية ودولية كبيرة».
وأضاف بن مبارك، أن «الحكومة اليمنية تعاملت بمسؤولية عالية تجاه ملف صافر»، مشيراً إلى أن هدفها الأول كان إنجاح عملية إنقاذ مياه وسواحل وشواطئ اليمن ودول المنطقة من كارثة بيئية وشيكة.
وسبق أن حذّرت الأمم المتحدة من أنّه حتّى بعد إتمام عملية نقل النفط، فإنّ الناقلة المتهالكة صافر ستستمر في تشكيل تهديد بيئي مصدره بقايا النفط اللزج وخطر تفكّكها.
وتشمل المرحلة التالية من العملية، تنظيف خزانات «صافر» والتحضير لنقلها وإعادة تدويرها.
وأشار شتاينر إلى أنّ هذه المرحلة ستستغرق بين أسبوعين و3 أسابيع.
و«صافر» التي صُنعت قبل 47 عاماً وتُستخدم منذ الثمانينيات منصّة تخزين عائمة، ترسو على بُعد نحو 50 كيلومتراً من ميناء الحُديدة الاستراتيجي الواقع في غرب اليمن.
ولم تخضع «صافر» لأيّ صيانة منذ 2015 حين اشتدّت حدّة الحرب التي شنهتها جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية عام 2014.
وكانت الناقلة المتهالكة تحمل 1.14 مليون برميل من الخام الخفيف، ما يوازي 4 أضعاف كمية النفط التي كانت على متن السفينة «إكسون فالديز» وأحدث تسرّبها كارثة بيئية عام 1989 قبالة آلاسكا.
في وقت سابق، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنه «بعد أشهر من التحضير والتنسيق للأمم المتحدة وشركائها، بدأت عملية عالية المخاطر لتأمين خزان صافر النفطي ومنع وقوع كارثة إنسانية وبيئية».
وأضاف: أن «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المكلف بتنسيق المرحلة الطارئة من العملية، قام بتأمين سفينة جديدة بديلة، حيث سيتم نقل كميات النفط المخزنة في صافر إلى شركة (سميت سالفدج) الرائدة في مجال الإنقاذ البحري، والتي ستقوم بتنسيق عملية النقل وتجهيز صافر للقطر إلى ساحة مخصصة لبدء التفريغ».
وناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي تقديم دعم عاجل، بعد تعهدات دولية بتقديم نحو 100 مليون دولار، مشيرةً إلى أن هناك فجوة تمويل تقترب من 24 مليون دولار لتمويل العملية بالكامل.