عبد الله أبو ضيف (مقديشو، القاهرة)

«أريد السلام لبلدي والعالم»، تحت هذا العنوان دعا رئيس الصومال حسن شيخ محمود الجميع في بلاده للاجتماع في مؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، لكنه يحمل معاني عدة اعتبرها خبراء بمثابة بداية لفترة جديدة للبلاد التي عانت من الإرهاب لسنوات طويلة، أملاً في مرحلة إعادة البناء التي أصبحت البلاد بصددها.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي الصومالي حسن عويس، أن الدعوة لمؤتمر الحوار من قبل رئيس الجمهورية تأتي ضمن الجهود المتتالية لمشاركتها المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية، والتي تطالب بمزيد من الإصلاحات السياسية خلال الفترة الأخيرة للمساهمة في إعادة البناء، وهو ما تحاول الحكومة الحالية تنفيذه عبر محاور سياسية عدة. 
وأضاف عويس أن الصومال يمر بمرحلة سياسية مهمة تضمنت عقد انتخابات المجالس المحلية وانتخاب رئيس الجمهورية، والذي وعد باتخاذ إجراءات إصلاحية من بينها المؤتمر السياسي الحواري، إلى جانب عقد مصالحة بين النخب الصومالية لا سيما بين العاصمة مقديشو، لتوحيد القوى الصومالية ضد حركة «الشباب» الإرهابية التابعة لتنظيم «القاعدة».
وشدد المحلل السياسي الصومالي على أهمية عقد المؤتمر المقترح لمناقشة القضايا كافة، بما في ذلك الجفاف المدمر والتضخم المتصاعد، وبالطبع القتال ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية. 
في سياق متصل، يعتبر المحلل السياسي الصومالي حسن ياسين أن أكثر ما تحتاجه الساحة السياسية في الصومال الحديث، الاجتماع والحوار، وهي مفاهيم يجب أن تسود في الفترة المقبلة، كبديل عن هيمنة السلاح والإرهاب والأزمات التي ارتبطت بالواقع الصومالي لسنوات طويلة.
وأضاف أن هناك رغبة كبيرة من الجميع داخل الصومال بالخروج إلى النور والتنمية وممارسة السياسة، بديلاً عن حمل السلاح في مواجهة الإرهاب الذي أخذ كثيراً من الصومال وشعبه على مدار سنوات طويلة، وتمثل دعوة الرئيس للحوار السياسي لبنة للبناء في المرحلة المقبلة، ومن المنتظر أن تزداد هذه الدعوات على أمل دحض الإرهاب الذي يمر بأسوأ فتراته داخل الصومال خلال الفترة الأخيرة.