سان بطرسبرج (وكالات)

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام القمة الروسية الإفريقية، أمس، أن المواقف الروسية الأفريقية بشأن القضايا الدولية متقاربة جداً، وأن روسيا تحترم مبادرات السلام الأفريقية بشأن أوكرانيا، وتدرسها بجدية، مضيفاً أنه تم شطب ديون بقيمة 23 مليار دولار على دول القارة.
وسعى قادة الدول الأفريقية إلى التوسط لإيجاد حلّ للنزاع، وقام وفد ضم عدداً من القادة الأفارقة منتصف يونيو، بزيارة موسكو وكييف، ودعوا خلال لقائهم بشكل منفصل بوتين ونظيره الأوكراني، إلى ضرورة وضع حد للأزمة. وكرر بوتين، بحضور ممثلين من 49 دولة في القارة، من بينهم 17 رئيس دولة، والتي تحتضنها مدينة سان بطرسبرج، استعداد روسيا لعقد مفاوضات مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن كييف ترفض المشاركة فيها.
وجاء تعليق بوتين رداً على تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الذي أكد فيها أن الاتحاد يولي أهمية كبيرة لسلامة الدول وسيادتها والتسوية السلمية للأزمات عبر المفاوضات.
إلى ذلك، قال الرئيس الروسي: إن «أفريقيا في طريقها لتصبح مركز قوة جديد، وينبغي للجميع أخذ ذلك في الحسبان»، مشيراً إلى أن بلاده «ليست مع العزلة الذاتية، ولكن مع تعاون الدول على نحو متساو». وأضاف: «سنزيد إمدادات الحبوب لأفريقيا، في العام الماضي، كان حجم التصدير للحبوب 11 مليون طن، وخلال النصف الأول من هذا العام بلغ حجم الإمدادات 10 ملايين طن، رغم كل العقوبات على بلادنا». وتابع: «سنوفر الإمدادات الغذائية في إطار برنامج الأمم المتحدة، وسنورد 50-25 ألف طن لكل من الدول الأفريقية الست مجاناً»، في إشارة إلى زيمبابوي ومالي وبوركينا فاسو والصومال وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وسندعم الدول في التكنولوجيات الزراعية. 
بدوره، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مشاركته في الجلسة العامة للقمة الروسية - الأفريقية، لإيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء بأسعار تساعد قارة أفريقيا على تجاوز الأزمة الحالية، وضرورة التوصل إلى حل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب بعد انسحاب روسيا منها.
وقال السيسي: «تأتي قمتنا في ظرف دولي بالغ التعقيد، وتقف دولنا الأفريقية في خضم ذلك، لتواجه عدداً ضخماً من التحديات، التي لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموي، وإنما تهدد محددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، بحيث باتت شعوبنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات، وتأمين مستقبل آمن لهم». 
وشدد أيضاً على «ضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة». كما أعرب رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقي محمد، عن أهمية أن تكون المبادرة الجديدة لتوريد الحبوب من البحر الأسود، في صالح جميع دول العالم، وخصوصاً الدول الأفريقية.
من جهته، ناشد رئيس جمهورية الكونغو، دينيس ساسو نغويسو، بإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً أن خطة السلام التي قُدِّمت من قِبل قادة أفارقة «تستحق الاهتمام».