داكار (الاتحاد)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في أفريقيا، شهدت جمهورية السنغال، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي في السنغال الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع نادي السنغال الأدبي، وبمشاركة 11 شاعراً وشاعرة.
حضور متميز
وأقيم الملتقى في قاعة الشيخ الحاج عباس سال في العاصمة داكار، بحضور أشرف البلوشي ممثل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالسنغال، وفاضل غي رئيس النادي، ورؤساء بعثات دبلوماسية عربية، إلى جانب أساتذة جامعات ومعاهد، وغيرهم من الشخصيات المهتمة بالأدب والعلم والثقافة.
وفي البداية، رحّب المنسق العام للملتقى محمد الهادي سال بالحضور، متحدثاً عن أهمية الملتقيات الشعرية التي تقيمها الشارقة في الدول الإفريقية، وخاصة السنغال، مقدماً الشكر الجزيل إلى إمارة الشارقة، مبتدئاً بأبي الثقافة والعلم، حامي الضاد وراعيها على جهوده المتواصلة في نشر الوعي والثقافة والفكر، وقد زين كلمته بأبيات شعرية خص بها صاحب السمو حاكم الشارقة.
وبعده انتقلت الكلمة إلى أرباب البيان، وسدنة المعاني، أصحاب الكلمة والحرف الشعراء، فابتدرت القراءات بقراءة الشاعر المهموم المسكون بحب النبي، صلى الله عليه وسلم، مالك امباي، ومما قرأ:
بدر الدجى لاح أم سلمى قد ابتسمت *
عن نرجس فهي ذات المجد والكرم 
ذات الحياء وذات الدين يعجبني *
هدوؤها من كلام وهي لم تُلم 
ميمٌ وحاء وميمٌ بعد يتبعها *
دالٌ رسول نبيّ طيّب الكلم 
وكان ثاني فرسان الأصبوحة الشعرية الشاعر إبراهيم سيدي الفلدي الذي أتحف الجمهور بحروفه، وبتطوافه على ربوع السنغال ورموزها.
وامتاز نص الشاعر العباسي أحمد صال المل بالحب والوطنية، والمعاني الرقيقة. وجاءت رابعة المشاركات مع الشاعر إبراهيم توري، وقد قرأ نيابة عنه الإعلامي منصور تنجغور.
ندوة أدبية
وبعد القراءات الشعرية، شهد الملتقى انطلاق ندوة علمية أدبية بعنوان: «الأدب العربي السنغالي بين الماضي والحاضر»، قدمها كل من الدكتور محمد نيانغ، متخصص في الأدب والنقد، والدكتور تياروي غاي باحث في سلك الدكتوراه في الأدب والنقد، وقد تناول الدكتور نيانغ الأدب العربي السنغالي القديم، معرجاً على التعريف به، ونشأته، ومصادره، واتجاهاته، وجوانب التقليد والتجديد فيها، مع ملاحظات نقدية. أما تياروي فقد تناول العصر الحاضر، وحاول تقسيمه إلى طورين، وذكر بوادر الدعوة إلى التحديث، ونماذج منها، كما وقف على بعض الشعراء الشباب مقدماً معطيات مهمة حول هذا الأدب.
وقد تجدد النشاط الشعري، فاستمرت القراءات بأصوات أُخرى متباينة، وكان الشاعر بابا آمد فال من بدأ القراءات.
واختتم الملتقى فعالياته بكلمات من رئيس البعثة الأزهرية في السنغال الدكتور محمد حسني عمران، وفاضل غي رئيس نادي السنغال الأدبي، وأعقبها توزيع الجوائز والشهادات على الشعراء والمشاركين في الملتقى.