أحمد شعبان (عدن، القاهرة) 

أكدت الحكومة اليمنية أن استمرار جماعة الحوثي، في فرض حصار على مدينة تعز، سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الأركان، ما تسبب في مضاعفة معاناة المدنيين لاسيما المرضى والنساء والأطفال، مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بممارسة ضغط حقيقي على الحوثي لفك الحصار فوراً.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني إن استمرار جماعة الحوثي، في فرض حصار على مدينة تعز، مستهدفة الملايين من أبناء المحافظة الأكثر كثافة سكانية في اليمن، سياسة عقاب جماعي وجريمة حرب مكتملة الأركان، تدخل عامها التاسع في ظل صمت دولي، وتقاعس منظمات وهيئات حقوق الإنسان.
وأوضح أن الحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثي على تعز والذي خلف أزمة إنسانية ومعاناة هي الأكبر منذ الانقلاب، ترافق مع عدوان على المدن والقرى والأحياء السكنية ومنازل المدنيين التي تعرضت للقصف بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ ونشر القناصة لقتل النساء والأطفال، وارتكاب عشرات المجازر وزراعة الألغام التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء.
وأشار الإرياني إلى أنه نتيجة للحصار على مدينة تعز، اضطر سائقو المركبات من المدنيين وناقلات السلع الغذائية والاستهلاكية وقاطرات النفط والغاز لسلك طرق بديلة وعرة وغير آمنة، ما تسبب في مضاعفة معاناة المدنيين لاسيما المرضى والنساء والأطفال، ووقوع حوادث يومية راح ضحيتها آلاف المواطنين وخلفت خسائر مادية كبيرة.
وأضاف: أن إمعان جماعة الحوثي في حصار تعز، وتنصلها من تنفيذ اتفاق ستوكهولم، ورفض كافة العروض والمبادرات لرفع الحصار عن المحافظة، وتحويلها ورقة للابتزاز والمساومة، يعكس حقدها على أبناء هذه المحافظة، كما يؤكد إدراك الحوثي أهمية تعز في المعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
وطالب الإرياني من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان والنشطاء وكافة الأحرار في العالم لإدانة هذه الجريمة، وممارسة ضغط حقيقي على الحوثي لفك الحصار المميت لتعز فوراً من دون قيد أو شرط، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الجماعة في المحاكم المحلية والدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. 
وقال المحلل السياسي اليمني عادل الأحمدي إنه زار مدينة تعز خلال الأشهر الماضية 3 مرات، وشعر بالمعاناة في الوصول إلى المدينة المحاصرة والخروج منها وأنها غاية في الصعوبة، واصفاً الحصار بأنه أكبر جريمة يرتكبها الحوثيون منذ بداية الحرب.
وأضاف الأحمدي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الحوثيين يستهدفون عقاب المدينة التي صمدت في وجههم وتقطيع أوصال البلاد، حيث قامت الجماعة بقطع وإغلاق طريق «الضالع» من عدن إلى صنعاء كعقاب جماعي، بالإضافة إلى طريق «مكيراس» بين البيضاء ولحج، الى جانب تفخيخ الطريق وحصار المنطقة المحيطة به.
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن جماعة الحوثي تستخدم حصار تعز ضمن أوراق الضغط والتفاوض لتحقيق مكاسب على الأرض. 
ولفت الطاهر في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن «جماعة الحوثي رفضت اقتراحات الحكومة الشرعية بفتح طرق في تعز، وفي الوقت الحاضر لن تستجيب إلى أي مبادرة أممية أو محلية، وللأسف الشديد وصلنا إلى هذه المرحلة نتيجة التهاون الدولي مع جماعة الحوثي».
وكشف المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي عن أن جماعة الحوثي تحاصر ما يزيد على أربعة ملايين شخص في تعز، وتُمعن في جرائمها ضد المدنيين والأطفال والنساء، وتمنع وصول الاحتياجات الأساسية لهم، وتضع العراقيل وتعمل على نسف الاتفاقيات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأوضح اليوسفي في تصريح لـ«الاتحاد» أن حصار الحوثي لتعز نموذج يكشف طبيعة الجماعة التي تمنع جميع متطلبات الحياة وسبل العيش مما أدى إلى معاناة يومية للأهالي في الحصول على الغذاء والدواء بالإضافة إلى المعاناة من التنقل، وتنتهك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وترتكب جرائم القتل والقنص ضد المدنيين العزل.