دينا محمود (لندن)

أكد وزير الدولة لأمن الطاقة وتحقيق هدف الانبعاث الصفري في بريطانيا جرانت شابس، أنه لا يمكن لأي من حكومات دول العالم أن تواجه وحدها ظاهرة التغير المناخي وتبعاتها، مشدداً على أهمية مشاركة مؤسسات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ذات الطابع الخيري في الجهود المبذولة على هذا الصعيد.
ودعا شابس مختلف الجهات الفاعلة على الساحة الدولية، إلى التعاون من أجل تحقيق الهدف المعروف باسم «صافي الانبعاثات الصفري» بحلول عام 2050، وهو ما يعني الوصول بصافي انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري في العالم، إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر بحلول عام 2050، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات.
وشدد الوزير البريطاني، على أن التقديرات العلمية، تفيد بأن العالم بحاجة لخفض هذه الانبعاثات، بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 50 % بحلول عام 2030، وذلك مُقارنة بما كان سائداً قبل عام 2019 من مستويات. ويستهدف ذلك الإبقاء على أي ارتفاع متوقع في درجات الحرارة على كوكب الأرض، محصوراً في نطاق ما بين 1.5 درجة ودرجتيْن مئويتيْن، فوق المستويات التي كانت قائمة، قبل الثورة الصناعية، خلال القرنيْن الثامن عشر والتاسع عشر.
وفي مقال نشرته صحيفة «تليجراف» البريطانية واسعة الانتشار، أشار شابس إلى أهمية مد يد العون للدول ذات الاقتصادات الناشئة والنامية، لتمكينها من الاستفادة من التحول الجاري بالفعل نحو استخدام موارد الطاقة النظيفة، وذلك من أجل تعزيز قدرتها، على التكيف مع تغير المناخ، وتنمية اقتصاداتها، وحماية أمنها القومي أيضاً.
وأكد الوزير البريطاني، أن اتخاذ هذه الخطوات، سيصب في صالح كوكب الأرض من جهة، وسيقلل كذلك في الوقت نفسه، من اعتماد البُلدان النامية على الوقود الأحفوري، الذي تضطرب إمداداته بين الحين والآخر، بما يقود لارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم، كما حدث منذ اندلاع أزمة أوكرانيا، أواخر فبراير من العام الماضي.
وشدد شابس، على أنه من المتوقع، أن تكون هناك حاجة لزيادة حجم الاستثمارات السنوية في مجال الطاقة النظيفة في تلك البلدان ذات الاقتصادات الناشئة والنامية، على مدار السنوات السبع المقبلة، بأكثر من سبعة أضعاف مستواها الحالي، ليصل إجمالي حجمها في نهاية المطاف، إلى ما يزيد على تريليون دولار.
وسيقود ذلك، كما أشار الوزير البريطاني، إلى أن تتوافر لهذه الدول، مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حتى يتسنى لها، إنارة منازل مواطنيها ومتاجرهم وشركاتهم وتشغيل مصانعهم أيضاً، بما يضع العالم بأسره على المسار الصحيح، لتحقيق هدف «صفر انبعاثات غازية» بحلول 2050.
وأبرز شابس في مقاله أهمية «إعلان الأطلسي» الذي وقعته بلاده والولايات المتحدة في شهر يونيو الماضي، خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى واشنطن، مشدداً على أن هذا الإعلان، يُلزم البلدين بجعل العقد الحالي حاسماً، فيما يتعلق بالتحرك لمواجهة أزمة المناخ.