أحمد شعبان، وكالات (مكة المكرمة)

يستقبل حجاج بيت الله الحرام وجموع المسلمين في أنحاء العالم، صباح اليوم الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يرمون جمرة العقبة، ويتقربون بهديهم، ويحلقون أو يقصّرون شعورهم ليتحللوا من ملابس الإحرام، ويؤدي بعضهم طواف الإفاضة حول البيت العتيق ويسعون بين الصفا والمروة.
ووقف حجاج بيت الله الحرام، أمس، على صعيد عرفات الطاهر، وأدوا ركن الحج الأعظم، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، داعين الله عز وجل أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وبعد نفرتهم من عرفات استقرت الجموع في مشعر مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم، بينما شهدت الحركة المرورية لانتقال الحجاج بين المشاعر، خلال التصعيد والنفرة، انسيابية ومرونة بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة السعودية، وما وفرته من إمكانات وترتيبات متميزة لتنظيم حركة الحشود والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.
ودعا خطيب يوم عرفة، الشيخ يوسف بن محمد، إلى الاجتماع على المحبة والتآلف، وعدم التنازع والتفرق.وقال إن «اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبرراً للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون».
وأضاف أن «مما تتابعت النصوص الإسلامية على تأكيد أمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف».
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، أمس، أن إجمالي أعداد الحجاج بلغ  1845045 حاجّاً، منهم 1660915 حاجّاً قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 184130 حاجّاً.
وأشارت «الهيئة» إلى أن عدد الدول المستفيدة من مبادرة طريق مكة بلغ 7 دول، ووصل عدد المستفيدين من هذه المبادرة إلى 242272 حاجّاً وحاجة، وقد تم إنهاء إجراءات سفر جميع الحجاج المستفيدين من المبادرة بعد التحقق من الاشتراطات الصحية، وتم نقل أمتعتهم من بلدانهم إلى مقر إقامتهم مباشرة.
وأشاد علماء بالأزهر الشريف بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة في تنظيم موسم الحج هذا العام.
وقالوا لـ«الاتحاد»، إن المملكة قدمت أفضل ما لديها لخدمة ضيوف الرحمن، في جميع النواحي الصحية والأمنية والتنظيمية وتذليل العقبات باستخدام أحدث التقنيات، والذكاء الاصطناعي، ومنظومة الخدمات الإلكترونية لتيسير أداء المناسك، وتوفير كامل الطاقات الآلية والبشرية لخدمة الحجيج حتى يؤدوا مناسكهم في راحة ويسر. 
وأشاد الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الدكتور محي الدين عفيفي بنجاح حج هذا العام في أول عودة كاملة له بعد «كورونا». وقال لـ«الاتحاد»، إن هذا «العام شهد حشوداً كبيرة من الحجاج الذين توجهوا إلى الأراضي المقدسة ليؤدوا المناسك خاصة بعد فترة «كورونا»، وبالتالي هذا الجمع الغفير من الحجاج يدل على حرص المملكة على تقديم جميع الخدمات لضيوف الرحمن».
وذكر عفيفي أن «جهود المملكة نموذج فريد في إدارة إجراءات الحج، وتسهيل الخدمات في أيام وأماكن محددة، فكل الجهات المعنية تعمل على قدم وساق لتسهيل تنقلاتهم وأدائهم للمناسك، بما ينعكس عليهم بالطمأنينة والخشوع، ويجسد التطبيق العملي لمبادئ الإسلام ومقاصد الشريعة في الحرص على سلامة النفس البشرية».
بدوره، قال رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف الشيخ عبدالحميد الأطرش لـ«الاتحاد»، إن السلطات السعودية قدمت كافة التيسيرات، وخدمات بجهد كبير وتستحق التقدير. وأشاد بما تقوم به السعودية من توفير المساكن للحجاج، والعمل على راحتهم، وتوفير المياه والطعام، وتأهيل الطرقات وتوفير المواصلات، وتوسعة المطاف، وتطوير مناطق المشاعر.
كما ثمن الدكتور سيف رجب قزامل العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر نجاح موسم الحج نتيجة للجهود التي تبذلها المملكة في خدمة وتأمين ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى المشاعر المقدسة من كل مكان، وتوفير كافة التسهيلات والرعاية لهم. 
وقال قزامل لـ«الاتحاد»، إن المملكة لا تدخر جهداً في توفير كل سبل الراحة، وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن، بنجاح مستمر وكان واضحاً جداً، ونحن نشاهد الملايين من الحجاج في وقفة عرفات يؤدون المناسك بكل يسر ونظام ودون معوقات.