مكة المكرمة (الاتحاد)

يستعد حجاج بيت الله الحرام اليوم الثلاثاء، لأداء ركن الحج الأعظم بالوقوف في مشعر عرفات، وذلك بعد أن قضوا يوم التروية أمس، في مشعر منى، وذلك وسط إجراءات أمنية ولوجستية كبيرة بذلتها السلطات السعودية لضمان راحة الحجاج. وأكمل مشعر عرفات استعداداته لاستقبال الحجاج وضيوف البيت الحرام مع إشراقة صباح اليوم الثلاثاء للصعود إلى جبل عرفات لقضاء يوم عرفة.
ويبدأ صباح اليوم تحرك الحجاج من منى نحو صعيد عرفات في يوم الوقفة الكبرى، مؤدين صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً ثم يبدؤون بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.
وتبلغ مساحة مشعر عرفات قرابة 33 كيلومتراً مربعاً، يتجمع فيه أكثر من مليوني حاج.
وتتصف أرض مشعر عرفات باستوائها، وتحيط بها سلسلة من الجبال يتواجد في شمالها جبل الرحمة.
كما أكملت مستشفيات وزارة الصحة السعودية في «عرفات» استعداداتها لتقديم الرعاية الطبية لحجاج بيت الله الحرام.
وجهزت الوزارة 4 مستشفيات هي مستشفى «جبل الرحمة»، و«عرفات العام»، و«نمرة»، و«شرق عرفات»، إضافة إلى المستشفى الميداني، و46 من المراكز الصحية بمشاركة أكثر من 1700 كادر على اختلاف تخصصاتهم، وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة، كم تم تأمينها بجميع المستلزمات الطبية. وأكدت أن تلك المستشفيات تقدم جميع خدماتها الصحية لضيوف الرحمن لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، كما وفرت الحكومة السعودية الدعم اللامحدود للعناية بحجاج بيت الله الحرام، ليتمكنوا من تأدية من مناسك الحجة. وأمس الأول، كانت حركة التصعيد في مشعر منى انسيابية بفضل اعتماد خطط مرورية محكمة للسيطرة على الحركة في الطرقات.
وفي السياق، أعلنت الهيئة العامة للطرق عن استخدام طائرات «الدرون» في فحص وتقييم شبكة الطرق بالمشاعر المقدسة، بهدف التأكد من سلامة وجودة الطرق، حيث تعمل هذه التقنية بشكل حراري لرصد الملاحظات على شبكة الطرق، بالإضافة إلى دور هذه التقنية في فحص العبارات والجسور بشكل آلي وسريع ودقيق.
يذكر أن الهيئة العامة للطرق سخرت العديد من التقنيات الحديثة، ومنها تقنيات ومعدات المسح والتقييم التي تبلغ 18 معدة حديثة، كما قامت الهيئة باستخدام تقنية «الدرون» التي تهدف لأتمتة أعمال المسح، ورفع الجودة، وتمكين اتخاذ القرار.
وقامت الهيئة بعمل تقنية طلاء الأسطح الإسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة الحرارة على الحجاج، وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة في طرق المشاة. وتعمل التقنية الحديثة في تحقيق الراحة التامة لضيوف الرحمن علمياً من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، حيث يسهم الطلاء الأبيض في خفض درجة حرارة السطح بحوالي 30 درجة مئوية، باستخدام عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.
إلى ذلك، أنهت أمانة العاصمة المقدسة أعمال صيانة وتجهيز أكثر من 20 ألف وحدة إنارة في المشاعر المقدسة استعداداً لاستقبال ضيوف الرحمن على صعيد عرفات ومنى ومزدلفة.
وأبانت أن المشاعر المقدسة تحتضن أكثر من 955 برج إنارة، و3829 عمود إنارة بمختلف ارتفاعاتها، يتم تغذيتها من خلال 370 لوحة توزيع كهربائية إضافة إلى أكثر من 400 مروحة بمظلة المشاة، يتم صيانتها وتجهيزها من قبل جهاز فني متكامل من مهندسين ومشرفين وفنيين، يتمثل دورهم في المتابعة الإدارية والميدانية على مدار الساعة، لجميع ما يتعلق بشبكة الإنارة مزودين بـ 78 معدة.
وأفادت أن فريق الصيانة يقوم بالكشف على وحدات الإنارة ومتابعتها على مدار اليوم، كما يتم تفقد الشبكة، والاطمئنان على سلامة الكابلات والتوصيلات الداخلية، علاوة على صيانة لوحات التوزيع الكهربائية، ومتابعة استمرار عملها بدرجة عالية من الكفاءة.