مراكش (الاتحاد)

أكدت الإمارات أن الأخوة الإنسانية تعكس قيم التآخي والتسامح والحوار والمصير الواحد وأن الحضارات تبنى وتزدهر بالتنوع الثقافي والفكري والديني بين الشعوب، مشيرةً إلى أن حوار الأديان تبين أوجه الاختلاف لنتجاوزها عبر بوابة التسامح والتعايش.
وألقى معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، كلمة خلال مشاركته في المناقشة العامة للمؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان، والتي حملت عنوان «البرلمانات والقادة الدينيون: تعزيز الحوار والعمل معاً من أجل مستقبلنا المشترك»، في مدينة مراكش بالمملكة المغربية.
وقال معاليه، إن «المؤتمر يؤكد بحد ذاته أننا، وقد قدمنا من بلدان مختلفة وبكل ما نحمله من خلفيات ثقافية ودينية وعرقية متنوعة أيضاً، إنما نجتمع تحت سقف الأخوة الإنسانية بما تنطوي عليه من قيم التآخي والحوار والتسامح والمصير الواحد، وآثرت أولاً أن أتوقف عند حقيقة شكلت وما زالت إحدى أهم مرتكزات الحضارة البشرية، ألا وهي أن الحضارات تبنى وتنمو وتزدهر حين يكون التنوع الثقافي، أو الفكري، أو الديني بين الشعوب منطلقاً للتلاقي والحوار وتطور الأفكار».
وأضاف: «أن هذه الحقيقة تقودني في الوقت ذاته إلى تأكيد مسألة مهمة أخرى وهي أنَّ الحوار، لاسيما حوار الأديان، لا يعني بأي شكل من الأشكال سعي هذا الطرف أو ذاك لتحقيق الانتصار في نقاش ديني محدد، ولا يعني أبداً توحيد الرأي في مسائل دينية معينة، بل هو يعني اكتشاف أوجه التشابه بيننا لنعتز بها ونعزّزها، ولبيان أوجه الاختلاف ونتجاوزها عبر بوابة التسامح والتعايش واحترام الكرامة الإنسانية التي تتلاشى فيها ومعها جميعُ خطابات التفرقة والعصبية الدينية».
وأكد معالي صقر غباش، أن تلك هي القيم النبيلة التي شكلت مضمون «وثيقة الأخوةِ الإنسانية» التي وقعها في الرابع من فبراير عام 2019 في العاصمة أبوظبي كل من، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وهي الوثيقة التي تجمع الأديان والأعراق والألوان لكل شعوب الأرض، والتي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، وجعلت من هذا التاريخ «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية».
وأردف: «الوثيقة أكدت الحاجة لحوار الأديان، وهذا ما نحن نجتمع اليوم من أجله، وهي قد وضعت أسس الحوار بين الشعوب والأديان أيضاً، وهذا ما تسعى البشرية بأجمعها للوصول إليه، والوثيقة رسمت وحددت وللمرة الأولى في التاريخ الحديث للبشرية أسس السلام بين الديانات والثقافات في الشرق والغرب، من خلال فتح أبواب التعايش والتسامح تحت ظل الكرامة الإنسانية لنتمكن معاً من نبذ التعصب والتطرف والأيديولوجيات البغيضة، وهي التي شددت على إعلاء صوت المواطنة وحقوق المرأة والطفل والشيخ الكبير لتسود المحبة بين أبناء المجتمع الواحد باختلاف أطيافه، وبين شعوب الأرض بتنوعها وتعددها».
كما أكد على «الدور الذي عكس ويعكس رؤية دولة الإمارات عبر دعم جميع المبادرات الدولية الهادفة إلى نشر ثقافة السلام، وتكريس أسس التعايش والتسامح بين الشعوب، وكذلك تبني واحتضان الكثير من المؤتمرات والمبادرات، وإقامة المؤسساتِ الوطنية الهادفة إلى تعزيز الحوار الديني والثقافي والفكري، ودوره في إرساء قواعد السلام، وبالتالي فتح أبواب التسامح والتعايش بين أتباع الديانات والعقائد المختلفة، فهكذا كان الاتفاق الإبراهيمي طريقاً للسلام بين شعوب المنطقة وإنهاء حالة صراع مازال مستمراً منذ أكثر من 70 عاماً، وهكذا كان البيت الإبراهيمي ملتقى التفاهم والوئام بين أتباع الديانات السماوية الثلاث».