عبد الله أبو ضيف (الخرطوم، القاهرة)

أعربت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الانتهاكات الجسيمة لوقف إطلاق النار وإعلان جدة من قبل كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حسبما أفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس».
وأشار البلدان إلى أن الانتهاكات أضرت بالمدنيين والشعب السوداني، وتعيق إيصال المساعدات الإنسانية وعودة الخدمات الأساسية. وقالتا: «بمجرد أن تتضح جدية الأطراف فعلياً بشأن الامتثال لوقف إطلاق النار، فإن المسيرين على استعداد لاستئناف المناقشات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع». وبحسب البيان، حثت السعودية وأميركا كلا الطرفين على الالتزام بجدية على وقف إطلاق النار ودعم الجهود الإنسانية التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني.
إلى ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى توفير دعم مالي طارئ لمساعدة أكثر من 100 ألف لاجئ سوداني جديد فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع الأزمة في بلادهم قبل أكثر من 6 أسابيع.
ودعت المتحدث الإقليمي باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، رولا أمين، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، دول العالم إلى تقديم الدعم للنازحين السودانيين، مشيرةً إلى أن رحلة اللجوء قد تصل إلى 10 أيام وسط انعدام الاحتياجات الأساسية من المياه والطعام والأدوية.
وأكدت رولا أمين أهمية توفير الاحتياجات الضرورية والإنسانية في مقرات الوصول للنازحين السودانيين، إلى جانب العمل على مساعدتهم للاستقرار ومراعاة ظروفهم، مشيرةً إلى مواصلة مفوضية اللاجئين تقديم الدعم بكل أشكاله لهم، منذ نشوب الأزمة منتصف أبريل الماضي.
وأضافت المتحدثة الإقليمية، أن مفوضية اللاجئين تساهم بكل طاقتها لوصول النازحين إلى أماكن آمنة، من خلال المناشدات لدول الجوار بإبقاء الحدود مفتوحة أمام النازحين وتسهيل وصول المساعدات لهم في الدول أو المناطق الآمنة.
وأضافت: «المفوضية تعمل على مساعدة الدول المضيفة للنازحين، حتى تتمكن من شمولهم صحياً، وتقدم لهم الخدمات التعليمية، والدعم النفسي، لأن البعض منهم قد يكون تعرض للعنف أثناء النزوح أو قبله، والمعاناة الكبيرة خلال الرحلة الصعبة».
ومع عبور المزيد من اللاجئين إلى تشاد يومياً، والذين يشكل الأطفال والنساء 90% منهم، لا يملك الكثيرون خياراً سوى البقاء في العراء أو تحت ظلال الأشجار، بينما ينام آخرون في مآوي مؤقتة بالقرب من الحدود، وفقاً للمفوضية. ويفاقم اللاجئون أزمة إنسانية حادة كانت قائمة بالأصل في تشاد، وهي دولة حبيسة تعاني من تفشي انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، ومن الآثار المترتبة عن تغير المناخ، والصراعات بين المجتمعات المحلية.
ويحتاج 6.9 مليون شخص، أي أكثر من ثلث السكان التشاديين، إلى مساعدات إنسانية، وقبل التدفق الحالي للاجئين، كانت البلاد تستضيف أكثر من مليون لاجئ قسرياً، بينهم 400 ألف لاجئ سوداني في الشرق، بحسب الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أطلق الاتحاد الأوروبي جسرًا جويًا إنسانيًا لنقل الإمدادات الأساسية للشركاء الإنسانيين الذين يساعدون اللاجئين على عبور الحدود التشادية، بعد أن أجبرت الأوضاع السودانية آلاف الأشخاص على الفرار إلى تشاد المجاورة.
وقد وصلت أول رحلة طيران أمس، في نجامينا عاصمة تشاد، على متنها ما يقرب 90 طناً من المواد الإغاثية لـ«اليونيسف»، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.