بيروت (وكالات) 

وجهت محكمة عسكرية لبنانية اتهامات رسمية لخمسة أعضاء من ميليشيات «حزب الله» و«حركة أمل» بقتل جندي أيرلندي من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» في 2022، وفق ما أفاد مصدر قضائي أمس. وقال المصدر القضائي إن قاضي المحكمة العسكرية اتهم الأشخاص الخمسة بارتكاب عمل إجرامي أدى إلى مقتل روني ومحاولة قتل ثلاثة جنود آخرين. واعتُقل شخص واحد من المتهمين الخمسة، بينما لا يزال الأربعة الآخرون طلقاء.
واتهم القضاء اللبناني بالفعل سبعة أشخاص، بينهم المتهمون الخمسة، يناير الماضي، لكن هذا الاتهام الجديد يحدد أنهم أعضاء في ميليشيات «حزب الله» و«حركة أمل».
وقُتل الجندي الإيرلندي شون روني «23 عاماً»، وأصيب ثلاثة آخرون من زملائه بجروح في 14 ديسمبر خلال حادثة، تخللها إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في جنوب البلاد. 
وبعد أقل من أسبوعين، سلمت ميليشيات «حزب الله»، الجيش مطلق النار الأساسي.
واتهم القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان عناصر ينتمون إلى «حزب الله» بـ «تأليف جماعة، وتنفيذ مشروع جرمي واحد».
وأكد أن أفعال كل من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من وجه العدالة تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام».
وخلص القرار الذي يقع في ثلاثين صفحة، الأشخاص المذكورين بـ«القتل عمداً»، وأحال الجميع على المحكمة العسكرية لمحاكمتهم.
كما سلّم صوان نسخة عن القرار الاتهامي إلى قوة اليونيفيل.
وأظهرت تسجيلات بالصوت والصورة لكاميرات مراقبة ضُبطت في محيط موقع الاعتداء، وفق القرار الاتهامي، «بشكل واضح محاصرة الدورية المعتدى عليها من كلّ الجهات، ومهاجمتها من قبل مسلحين، وقد سمع بعضهم يقول (نحن من حزب الله)، وينادون بعضهم عبر الأجهزة اللاسلكية».
وكان القضاء اللبناني ادعى مطلع العام على سبعة أشخاص بجرائم «إطلاق النار تهديداً من سلاح حربي غير مرخص وتحطيم الآلية العسكرية وترهيب عناصرها».
ولم تحدّد قوة اليونيفيل تفاصيل الحادثة التي وقعت خارج نطاق عملياتها، فيما أورد الجيش الإيرلندي أن سيارتين مدرعتين فيها ثمانية أفراد، تعرضتا «لنيران من أسلحة خفيفة» أثناء توجههما إلى بيروت.
وتقع بين الحين والآخر مناوشات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله في منطقة عمليات اليونيفيل قرب الحدود في جنوب البلاد. لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.
وقوة اليونيفيل موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو عشرة آلاف جندي، وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان.