دينا محمود (مقديشو، لندن)
في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من مغبة وقوف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي في ما يتعلق بمد يد العون إلى الصومال وبقية دول منطقة القرن الأفريقي التي تواجه أزمات تهدد حياة ملايين الأشخاص في أراضيها، يؤكد عاملون في مجال الإغاثة أن هذا البلد وسكانه هم ضحايا في المقام الأول لتبعات ظاهرة تغير المناخ.
فافتقار الصومال لقطاع صناعي يُعتد به، يدفع السلطات الحاكمة هناك، للاعتماد بشكل أكبر على الزراعة التي تردى وضعها على نحو مطرد على مدار السنوات القليلة الماضية، بفعل معاناة البلاد من خمسة مواسم متتالية من شُح الأمطار، ما أفضى إلى حدوث موجة جفاف توصف بالأسوأ من نوعها، منذ 4 عقود.
وقاد ذلك إلى تبعات كارثية على الساحة الصومالية، شملت وفاة نحو 43 ألفاً خلال العام الماضي وحده، بجانب مواجهة ملايين آخرين، خطر المجاعة، وهو ما أدى إلى أن يؤكد العاملون في المنظمات الإنسانية والإغاثية، أن الصومال أصبح مركزاً لإحدى حالات «الطوارئ المناخية» الحادة، في العالم بأسره.
وفي مقابلة نشرها موقع «وايومنج بابليك ميديا»
الإلكتروني، أكد داود جيران، المسؤول عن أنشطة منظمة «ميرسي كور» الإنسانية في الصومال، أن هذا الوضع يعكس ما يكابده سكان هذا البلد من تأثيرات كارثية ناجمة عن التغير المناخي وتبعاته، التي تشمل للمفارقة الجفاف والفيضانات وغيرها.
وأجبرت هذه الكوارث الطبيعية مئات الآلاف من الصوماليين على النزوح من ديارهم، في رحلات محفوفة بالمخاطر، فقد الكثيرون خلالها أحباءهم، واضطروا إلى مواراة جثامينهم الثرى في العراء على عجل.
وحتى هؤلاء الذين لم يتعرضوا لمثل هذه المحنة، انتهى بهم المطاف غالباً في مخيمات للنازحين، وتشتت أُسر عدد منهم، وعانى أطفالهم من سوء التغذية الحاد، في غالبية الأحيان.
ومن بين انعكاسات «التغير المناخي» على الصومال كذلك، بحسب جيران، تغير مدد فصول السنة، ومواجهة البلاد الكثير من التقلبات الجوية والأحداث المناخية المتطرفة التي شملت في الآونة الأخيرة، فيضانات عارمة، نجمت عن هطول أمطار غزيرة، على بعض المناطق المرتفعة، في إثيوبيا المجاورة.