دينا محمود (لندن)
بعد نحو شهر من إطلاق منظمات إغاثية دولية تحذيرات مدوية، من أن نصف الأفغان تقريباً، باتوا بصدد مواجهة مشكلة انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول يوليو المقبل على أقل تقدير، قرع البنك الدولي بدوره أجراس الإنذار، من أوضاع كارثية، تعاني منها أفغانستان، على هذا الصعيد، بفعل عقود من الاضطرابات والصراعات والأزمات.
وأدرج البنك هذا البلد، الذي ضربته موجة حادة من الجفاف في الآونة الأخيرة، على قائمة تضم 6 دول أخرى في العالم، تشهد أزمة مماثلة على صعيد الإمدادات الغذائية، من بينها اليمن والصومال وجنوب السودان، بجانب نيجيريا وهاييتي.
وتزامنت هذه التحذيرات، مع تقرير أصدرته منظمة اليونيسف المعنية بأوضاع الطفولة في العالم، وكشفت فيه النقاب، عن أن أفغانستان، باتت فريسة لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على سطح المعمورة، وذلك على ضوء وصول عدد من يحتاجون للحماية والمساعدات الإغاثية من بين مواطنيها، إلى أكثر من 28 مليون شخص، من بينهم ما يزيد على 15 مليون طفل. ويزيد هذا العدد عن نظيره المُسجل العام الماضي، بواقع 4 ملايين شخص، وهي زيادة وصفتها المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بـ «الكارثية»، وتُعزى إلى استمرار تدهور الوضع الإنساني، بفعل تواصل تردي الأحوال الاقتصادية، وتقلص المساعدات المالية الأجنبية، فضلاً عن تبعات الأزمة الأوكرانية، واستمرار تأثيرات أزمة تفشي وباء كورونا.
في الوقت نفسه، تحذر «اليونيسف»، وغيرها من وكالات الإغاثة، من أن نقص التمويل الذي تعاني منه ميزانياتها حالياً، يجبرها على تقليص كميات المعونات الغذائية، التي تقدمها للمحتاجين إليها في أفغانستان، وهو ما يجعل آلاف الأطفال هناك، يواجهون خطر الموت، بسبب سوء التغذية الحاد، خلال العام الحالي.
وبحسب تقديرات نشرها موقع «ذا برينت» الإلكتروني، يواجه برنامج الأغذية العالمي، نقصاً في التمويل، يبلغ ما يصل إلى 21 مليون دولار، فيما يتعلق بأنشطته الرامية لتوفير الإمدادات الأساسية، الكفيلة بمواجهة مشكلة سوء التغذية وكذلك تدريب فرق الرعاية الصحية، في مختلف أنحاء أفغانستان.
كما يواجه البرنامج نقصاً في ما يُعرف بـ «المُكملات الغذائية الأساسية»، التي يمكن أن تفيد الأطفال الأفغان، الذين يعانون سوء التغذية، خاصة بعدما أدى الشُح في إمدادات الغذاء والمياه وغيرهما من المواد الحيوية بسبب موجة الجفاف الأخيرة، إلى وضع ملايين من مواطني أفغانستان على مشارف المجاعة.
وسبق أن أعلنت هذه الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، أن أفغانستان أصبحت اليوم عرضة لخطر المجاعة بشكل غير مسبوق منذ ربع قرن تقريباً، مشيرة إلى أن 90% من الأُسر هناك، لا تستطيع تحمل تكاليف الحصول على ما يكفيها من غذاء، وهو المعدل الأعلى من نوعه في العالم.
ووسط توقعات بأن يسقط ما لا يقل عن 97% من الأفغان، في براثن الفقر، في غضون عام واحد لا أكثر، يحذر عاملون في مجال الإغاثة، من أن حوالي 20 مليون أفغاني، باتوا لا يعرفون الآن من أين سيحصلون على وجبتهم التالية، من بينهم 6 ملايين على الأقل على حافة المجاعة.
ووفقاً لأحدث التقديرات، يعاني 12 مليون أفغاني على الأقل، من الجوع الشديد، وهو ما يهدد حياة الكثير منهم، خاصة من ينتمون للشرائح الأكثر هشاشة في المجتمع، والمقيمين في المناطق الريفية والنائية.