الخرطوم (الاتحاد)

كشف مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، أمس، عن وجود مشاورات مع قادة أفارقة لعقد قمة دول جوار السودان قريباً؛ بهدف بحث ملف الأزمة السودانية، فيما أكدت مصادر مطلعة أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، سيستأنفان المحادثات اليوم في مدينة جدة السعودية.
وقال قلواك: «نزور تشاد، الأربعاء المقبل، لبحث الأوضاع في السودان وتقديم الدعوة للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي لعقد قمة دول جوار السودان»، لافتاً إلى أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيجري اتصالات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري أسياس أفورقي «من أجل دعوتهم لحضور القمة».
وتعتزم مصر استضافة قمة لرؤساء دول جوار السودان، للتباحث حول كيفية إحلال الأمن والسلام، ووقف القتال الدائر، بحسب تصريحات سابقة لقلواك.
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، جولة منتصف الأسبوع الماضي، شملت دولتي تشاد وجنوب السودان لـ «التنسيق والتشاور مع دول جوار السودان حول تطورات الأزمة».
وأسفر الصراع الذي اندلع منذ شهر عن مقتل المئات وفرار أكثر من 200 ألف إلى دول مجاورة، وكذلك نزوح 700 ألف آخرين داخلياً.
واتفق طرفا الأزمة، يوم الخميس الماضي، على إعلان مبادئ لحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكن اشتباكات دارت في أنحاء الخرطوم والمناطق المجاورة.
وفي المحادثات المزمع استئنافها بجدة، من المقرر أن يبدأ الطرفان مناقشة آليات تنفيذ إعلان المبادئ، بما في ذلك خطط وصول المساعدات والممرات الآمنة، وإخراج القوات من المناطق المدنية.
وتتطرق المحادثات بعد ذلك إلى سبل إنهاء الصراع. وقالت المصادر: «إن طبيعة الصراع تؤثر على الحوار، ومع ذلك هناك روح طيبة جداً من الجانبين».
 وهز القتال الخرطوم والمناطق المجاورة، وكذلك مدينة الجنينة في منطقة دارفور.
وتشير المنظمات الإنسانية، إلى أن النازحين الذين يعيشون في مخيم كبير في شمال دارفور أصبحوا يتناولون وجبة واحدة يومياً، بسبب توقف برامج المساعدات الغذائية من جراء القتال.
في غضون ذلك، قالت سلطة الطيران المدني السودانية، في بيان، إن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقاً أمام حركة الطيران حتى 31 مايو، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء.
وعبرت دعاء طارق، البالغة 30 سنة، والتي تعمل بأحد المعارض الفنية في الخرطوم، عن أملها في أن تؤدي محادثات جدة إلى وقف إطلاق النار.
وقال هاشم محمد، البالغ 35 عاماً، إنه وجد خبزاً في أحد المتاجر لأول مرة منذ أسبوع. وقال: «لا يتعلق الأمر بتوافر الخبز، ولكنه يتطلب السير لمسافة أطول، مما يعني زيادة التعرض للخطر».
ووقعت معارك في منطقة دارفور، فيما ذكرت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية محلية، إن 77 شخصاً على الأقل قُتلوا في الجنينة، حيث اندلع قتال، أمس الأول، بعد فترة هدوء استمرت أسبوعين.
وفي هذه الأثناء، توقف مطار الخرطوم عن العمل منذ بدء المعارك، وميناء بورتسودان، الرئة الاقتصادية للبلاد على البحر الأحمر، لم يعد تصله سوى السفن والطائرات التي تنقل مدنيين يفرون من الحرب أو مساعدات إنسانية.