أسماء الحسيني، أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)

يستأنف مجلس الجامعة العربية اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين، جلسته اليوم، لاستكمال استعراضه للتطورات الجارية في السودان ودعم جميع أشكال التنسيق العربي للتعامل الشامل مع الأزمة.
وعقد المجلس جلسته أمس، برئاسة جمهورية مصر العربية بمقر الجامعة بالقاهرة، في سياق مواصلة متابعته لتطورات الأوضاع في جمهورية السودان.
وأوضح مصدر مسؤول في الجامعة أن اجتماع مجلس الجامعة انعقد في وقت متزامن مع انعقاد دورة طارئة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، استجابة للدعوة التي وجهها أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة، وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
وشارك في اجتماع مجلس الجامعة، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وإلهام إبراهيم عضو وفد المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة وسفيرة السودان بألمانيا، والمندوبون الدائمون للجامعة.
وأكد ماجد بن عبدالرحيم الغانمي، نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، في اجتماع الدورة الطارئة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والمنعقد لمناقشة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بجمهورية السودان، على حرص حكومة المملكة، على تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والخيرية وتقديم يد العون إلى الفئات المتضررة في جميع أنحاء العالم ومن بينها جمهورية السودان الشقيقة، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتقدم مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بخالص العزاء والمواساة لأهالي الضحايا في جمهورية السودان الشقيقة، مؤكدين في الوقت نفسه تضامنهم مع المصابين والمتضررين والعمل على خروجهم بسلام من هذه الأزمة.
كما أعرب المجلس عن أمله في إنهاء الوضع الصعب في جمهورية السودان، وتوفير ممرات آمنة وسريعة لوصول المساعدات الإنسانية وعودة الحياة والمرافق الاجتماعية للعمل بما ينعكس إيجاباً على المصابين والمتضررين وكافة فئات الشعب السوداني. 
من جهته، أكد سفير دولة الكويت لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية غانم الغانم، في كلمة ألقاها السفير الغانم أمام الدورة غير العادية المستأنفة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أهمية دعم الجهود كافة لوقف القتال الفوري بالسودان في ظل الظروف الحالية.
وقال الغانم إن «دولة الكويت تابعت بقلق بالغ التطورات الأخيرة في السودان التي أدت إلى انتشار أعمال العنف والصراع بين مختلف الأطراف الأمر الذي يهدد أمن واستقرار السودان».
وأكد أهمية الدخول في حوار وطني مخلص بين الأطراف السياسية والمجتمعية المعنية، بدعم من المجتمع الدولي عبر منظماته وآلياته والأطراف الإقليمية ودول الجوار السوداني لتحقيق الوفاق الوطني والوصول إلى ترتيبات سياسية ودستورية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، «إذ إن أي أعمال عسكرية لن تحقق أي تقدم إيجابي في استقرار السودان».
وشدد على أهمية دعم العملية السياسية في السودان ودعوة الأطراف المعنية إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والقتال، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره.
وأشاد الغانم بالتجاوب العربي السريع لمتابعة تطورات الوضع في السودان وجعل المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة هذه التطورات، «الذي يؤكد حرص واهتمام الدول العربية باستقرار وأمن السودان كون أن أمن السودان واستقراره يعتبران جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي».
وكان مجلس الجامعة العربية عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين يوم 16 أبريل الماضي، وصدر عنها بيان ختامي نص على إبقاء دورة المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في السودان.
وطالب المجلس خلال الاجتماع الماضي بضرورة الوقف الفوري لجميع الاشتباكات المسلحة في السودان «حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني ووحدة أراضي السودان وسيادته»، محذراً من «خطورة التصعيد العنيف الذي يشهده السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً». 
من جهته، أكد المندوب الدائم للأردن لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة، أن أي حل للأزمة الراهنة في السودان لا بد أن يكون حلاً داخلياً يعكس إرادة وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
وقال خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين، إن الأردن يدعم أي قرار يتخذه مجلس الجامعة لتطويق الأزمة، ووقف القتال، وحقن دماء الأشقاء السودانيين، وضمان العودة للحوار والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في هذا البلد العزيز علينا جميعاً، والذي نراه ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي العربي الذي هو كل لا يتجزأ.
ودعا العضايلة الأطراف السودانية كافة للتحلي بروح المسؤولية الوطنية، وإعلاء المصالح العليا للسودان وشعبه الشقيق فوق أي اعتبار آخر، حقناً لدماء السودانيين، وتفاديا لقتال بين أبناء الشعب الواحد، ولن يكون المنتصر فيها إلا خاسراً، فالقاتل والمقتول أخوة، والثمن المدفوع أمن واستقرار ومنعة السودان واستقلاله ووحدته ودماء أبنائه.
وأشار إلى أهمية تكاتف الجهود العربية، واستمرار جهود المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة للأشقاء السودانيين، وضمان إخلاء المواطنين العرب والأجانب الموجودين في السودان بشكل آمن.