الخرطوم (أسماء الحسيني)
أكد خالد عمر يوسف الناطق باسم العملية السياسية والقيادي في قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» في السودان، العمل من أجل حث قيادة القوات المسلحة والدعم السريع على لالتزام بالهدنة المعلنة، وتطويرها لوقف شامل لإطلاق النار، ومن ثم العودة لطاولة المفاوضات لحل القضايا العالقة، لافتاً إلى وجود مساعٍ لتشكيل لجنة وطنية مناهضة للحرب.
وحذر الناطق باسم العملية السياسية في حوار مع «الاتحاد» من أنه إذا استمرت هذه الحرب ستتوسع رقعتها، وستؤدي لانهيار الدولة في السودان بما يهدد السلم والأمن الإقليمي، لذا فإننا نطالب المجتمع الدولي بلعب دور إيجابي في إيقاف الحرب، وتيسير الحوار السياسي بين السودانيين، وتجنب التورط في أي فعل أو قول يطيل أمد الأزمة الحالية.
وقال: «إن تكلفة الحرب باهظة، وسيدفع السودان ثمنها هلاكاً للنفوس وانهياراً كاملاً للدولة، ولن نستطيع أن ننهض منه مجدداً».
وأكد يوسف أن هذه الحرب لا منتصر فيها إطلاقاً، ولا يمكن معالجة القضايا السودانية عن طريق البنادق، وأن الجهة الوحيدة التي أشعلت هذه الحرب وتستثمر فيها هي عناصر نظام الإخوان البائد، التي تريد عبرها أن تعود للمشهد مرة أخرى، وهذه الجماعة لا تضع اعتباراً لدماء الناس ولا لوحدة البلاد وأمنها، فقد قسمت السودان من قبل عقب حروب أهلية في الجنوب ودارفور قتل فيها الملايين، وللحفاظ على كرسي حكمهم.
وقال يوسف: «تواصلنا مع المبادرة الوطنية التي أطلقها عضو مجلس السيادة مالك عقار وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ووزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، وأصدرنا بيانات مشتركة بين قوى الحرية والتغيير والقوى المهنية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية، وننخرط في جهود بناء أوسع جبهة مدنية ضد الحرب، ونعمل بكل تأكيد ضمن مجهودات عديدة للوصول لأوسع جبهة مدنية مناهضة للحرب وداعية للتحول الديمقراطي».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الأحداث قد تجاوزت العملية السياسية وسيكون لها ما بعدها، قال خالد عمر يوسف: «إن العملية السياسية هي الخيار الأمثل لمعالجة القضايا، التي تسببت في هذه الحرب، وهي جاءت بالأساس لتجنبها، وعناصر النظام البائد أشعلت هذه الحرب لقطع الطريق أمام العملية السياسية».
وحول الأنباء عن استهدافه وقيادات من قوى الحرية والتغيير وتهديدات وجهت إليهم، قال الناطق باسم العملية السياسية: «نعم تلقينا تهديدات علنية ومباشرة بالتصفية، تقف خلفها عناصر النظام البائد ووسائطهم الإعلامية، وهي أفعال غير مستغربة من جماعتهم الإرهابية، وقد كان هذا ديدنهم طوال سنوات حكمهم مع معارضيهم ومخالفيهم في الرأي، لكن هذه القضية غير ذات أولوية، فسلامتنا الشخصية لا تساوي شيئاً أمام سلامة البلاد، وإن اغتالونا فإنهم لن ينجحوا في إخماد جذوة القضايا التي ناضلنا طوال عمرنا لتحقيقها في بلادنا، وعلى رأسها حرية السودان وسلامته وأمنه وسيادته ورفاه شعبه».