وائل بدران (أبوظبي)

وصف رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، أمس، الوضع الإنساني في السودان بــ«الكارثي»، مشيراً إلى أن المعاناة تفاقمت بسبب الاشتباكات الحاصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية.
وحذر حمدوك، خلال مؤتمر صحفي بأبوظبي حضرته «الاتحاد» من أن هذه «الحرب المنتصر فيها خاسر، وستقضي على الأخضر واليابس»، وقال: «لا خيار أمام الشعب السوداني إلا خيار السلام لتفادي الانزلاق إلى حرب أهلية»، داعياً إلى حوار سوداني سوداني يؤدي إلى حل مرضي لكل فئات الشعب. 
وناشد حمدوك في رد على سؤال لـ«الاتحاد»: كل القوى الخيرة، وخصوصاً الأشقاء في الدول العربية، بمد يد العون إلى الشعب السوداني في محنته هذه، معرباً عن أسفه لمقتل 3 أشخاص من موظفي برنامج الغذاء العالمي.
وقال: آمل أن «لا تؤدي هذه المآسي إلى وقف دعم المؤسسات الدولية إلى السودان»، مبدياً تفهمه لقرار برنامج الغذاء العالمي بتعليق عملياته في ظل الأوضاع الراهنة. 
وفيما أكد حمدوك على رفض التدخل الأجنبي في شؤون السودان، أكد على دعوة المجتمع الدولي والإقليمي لمساعدة السودان في هذه المحنة، مع تفاقم المعاناة التي كانت موجودة بالأساس بسبب الانهيار الاقتصادي ونقص الغذاء والدواء. 
وقال: «أناشد وأدعو لرفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني، وندعو المجتمع الدولي لممارسة دور إيجابي لدعم عودة الحوار السياسي، وأيضاً أكرر الدعوة لقيادة الجيش وقيادة الدعم السريع للجلوس فوراً في مفاوضات تؤدي إلى معالجة وحلحلة الخلافات التي أدت لهذا الوضع». 
وأضاف: «أدعو الدول العربية والأفريقية والشقيقة لمساندة الشعب السوداني الذي يمر بظروف إنسانية صعبة جداً تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي في هذه المحنة». 
وتابع رئيس الوزراء السوداني السابق: «سوف أبذل كل الجهد للمساعدة في هذه العملية، وسأقوم بإجراء اتصالات بكل العواصم للتشجيع على التحرك على وجه السرعة لتقديم كل المساعدات الإنسانية الممكنة للشعب السوداني ومساعدته».
وأعرب عن اعتقاده بأن «الاتفاق الإطاري» هو نتاج جهد استمر لشهور طويلة، مضيفاً: «لا أعتقد أنه انتهى بقدر ما أعتقد أن تظل إمكانية العمل المشترك بين السودانيين، وأن يكون الحوار السوداني السوداني هي البوصلة التي تقود للحلول المستدامة»، وبهذا المعنى يظل «الاتفاق الإطاري» جهداً نبني عليه، ومن الممكن تحسينه، وفق حمدوك. 
ونوّه إلى أن قرار إشعال الحرب دائماً يمكن تمتلكه القيادة، لكن قرار وقف الحرب مرتبط بما يحدث على الأرض وفي الميدان ومحكوم بعوامل كثيرة، مضيفاً: «من بعد الاستقلال إلى اليوم، لم يواجه السودان أزمة بهذا الحجم، ونتمنى أن لا تخرج الأمور عن السيطرة، ولا يزال من الممكن أن نعطي الحل السلمي فرصة، بمساعدة الأشقاء وكل أصدقاء السودان، ونستطيع حشد الدعم اللازم للخروج من هذا النفق». 
ضرورة تغليب خيار الحوار والعمل السلمي
أكد عبدالله حمدوك أنه  أجرى اتصالاً مع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قبل يوم من اندلاع الحرب، ودعاهما إلى ضرورة تغليب خيار الحوار والعمل السلمي، مضيفاً: «رغم ذلك اندلعت الحرب». 
وأكد على وجود صعوبة حالياً في التواصل مع القيادات في الميدان. 
ورغم ذلك، أعرب حمدوك عن تفاؤله، قائلاً: «مهما شاهدنا من انسداد أفق، تظل هناك باستمرار إمكانية للجلوس ومعالجة هذه المسألة، بمساندة الأشقاء والأصدقاء، وبقيادة الداخل السوداني».
ولفت إلى أنه حتى الآن لم تتبلور أية مبادرات وساطة، معرباً عن أمله في مساهمة الإقليم في حلحلة الأوضاع، وهو أمر ممكن، داعياً السودانيين إلى الاستفادة من المناخ العام في المنطقة، لاسيما في ظل جهود حل الأزمات في اليمن وسوريا، ونعتقد أنه بدعم الأشقاء والأصدقاء، يمكن المضي قدماً في هذا الاتجاه، لخلق مناخ تعافي وتصالح في الإقليم.