قال الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق، إن السودان يمر بظرف عصيب، ووضع كارثي جراء الحرب الراهنة التي تقضي على الأخضر واليابس، مشيراً إلى الوضع الإنساني الكارثي في بلاده ومعاناة السودان المستمرة جراء الاقتصاد المتدني ونقص الغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء والمياه، مما يزيد من المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في أبوظبي للحديث حول الأزمة الحالية والوضع الإنساني الراهن في السودان.
ودعا رئيس الوزراء السوداني السابق قيادة الجيش والدعم السريع إلى ضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب "المنتصر فيها خاسر" والشعب السوداني إلى التماسك. كما دعا المجتمع الدولي لمساعدة السودان والوقوف إلى جانبه في هذه المحنة العصيبة.
وقال عبدالله حمدوك خلال المؤتمر الصحفي: "أدعو جميع الأطراف السودانية إلى وقف هذه الحرب اليوم قبل غد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني والعودة إلى مسار الانتقال المتفق عليه والذي بدأ قبل 3 سنوات ليظل السلام هو الخيار الوحيد المتاح للشعب السوداني لتفادي الانزلاق للحرب الأهلية وتفادي مآلات هذه الحرب، والوضع الكارثي معتبرا أن الفرصة مازالت متاحة".
وطالب بوقف فوري لإطلاق النار والعمل على إعلان هدنة تسمح بخلق ممرات آمنة للمواطنين لتوفير الالتزامات المعيشية لهم حيث لا يوجد بديل إلا الحوار بين السودانيين من خلال تفاوض يفضي إلى اتفاق بمشاركة جميع القوى السودانية.. مطالباً بوقف أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني داعيا المجتمع الدولي إلى ممارسة دور إيجابي لعودة الحوار السوداني.
وقال عبدالله حمدوك: أدعو قيادة الجيش والدعم السريع للجلوس على طاولة المفاوضات، كما أدعو الدول العربية والأفريقية لمساندة الشعب السوداني في هذه المحنة التي تتطلب مساندة المجتمع الدولي أيضاً، مشيراً إلى إجرائه اتصالات بجميع العواصم لتقديم الدعم للشعب السوداني في هذه الظروف العصيبة.
وأكد رئيس الوزراء السوداني السابق على إمكانية العمل المشترك والحوار "السوداني السوداني" الذي يظل البوصلة التي تصنع الحلول المستدامة للأزمة السودانية مضيفا أن قرار وقف الحرب يظل مرتبطاً بعوامل عديدة منها ما يحدث على الأرض، متمنياً أن لا تخرج الأمور عن السيطرة، حيث مازالت هناك إمكانية لإعطاء الحل السلمي الفرصة بمساعدة الأشقاء وأصدقاء السودان مع حشد الدعم اللازم للخروج من هذا النفق.
وقال عبدالله حمدوك، إنه تواصل مع قيادة الجيش والدعم السريع قبل اندلاع الحرب وتحدث معهم بإسهاب وطلب منهم تغليب لغة الحوار والعمل السلمي، مشيراً إلى أن الطرفين أكدا أن العنف ليس خياراً بالنسبة لهم ولكن اليوم وبعد اندلاع الحرب توجد صعوبة في التواصل مع القيادات، مؤكداً أنه لن يدخر جهداً في التواصل معهم.
وأعرب رئيس الوزراء السوداني السابق عن تفاؤله، رغم ما وصفه بانسداد الأفق والظلامية التي تسيطر على الوضع في السودان فيما تظل استمرارية الجلوس ومعالجة هذه المسألة بقيادة الداخل السوداني.
وحول مقتل 3 موظفين تابعين لبرنامج الأغذية العالمي.. قال: "نترحم على الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم من برنامج الغذاء العالمي مشيرا إلى أن وقف البرنامج لعملياته الإنسانية على الأراضي السودانية جاء نتيجة ما حدث، ونتمنى العودة لممارسة دوره الإنساني والإغاثي لعون الشعب السوداني في محنته، كما نتمنى من المجتمع الدولي عدم التوقف عن مساعدة السودان في هذه الظروف الطارئة التي خلفت كارثة إنسانية».
وحول دور المجتمع المدني السوداني.. قال عبدالله حمدوك إن دور المجتمع المدني في السودان راسخ وله جذور عميقة حيث أن المؤسسات السودانية في القطاع المدني يتراوح عمرها بين 50 إلى 60 عاماً وتمارس دورها في أصعب الظروف ولا نخاف على تأثر دور المجتمع المدني في هذه الظروف.. مرحباً بأي مبادرات تسهم في حلحلة الأزمة السودانية، مشيراً إلى دور الإمارات المهم في دعم العديد من القضايا الإقليمية مؤخراً.