عبدالله أبو ضيف (عدن، القاهرة)

أصدر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان تقريراً كشف فيه عن تعرض 11 ألف طفل للقتل والإعاقة خلال الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية قبل أكثر من 8 سنوات، فيما حرمان أكثر من مليوني طفل من التعليم.
وبحسب التقرير الذي حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، فإن 2.2 مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد، بما في ذلك ما يقرب من نصف مليون يواجهون سوء التغذية الوخيم، ويعني ذلك أن هذا العدد الضخم من الأطفال مرشح للانخراط في صفوف الجماعات المسلحة، وسيكونون وقوداً للمعارك خلال السنوات القادمة، إن لم يتم تدارك الوضع في اليمن.
وكشف التقرير عن تعرض أطفال اليمن لانتهاكات واسعة لحقوقهم التي كفلتها المواثيق العالمية بسبب الانقلاب الحوثي، وشمل تغيير معتقداتهم وهويتهم الوطنية والتجنيد القسري والاستغلال وأعمالاً أخرى يمكن وصفها بـ«الاتجار بالبشر»، حيث وثق 248 واقعة تجنيد واستغلال في محافظات صنعاء، الحديدة، عمران، صعدة، ذمار، إب، حجة، المحويت.
وخلصت نتائج التحليل للوقائع الموثقة إلى أن العدد الأكبر من المجندين قد لقوا حتفهم خلال الأعمال القتالية، وأن جماعة الحوثي الانقلابية عملت على استقطاب وتجنيد الأطفال عبر سلسلة من المشرفين، وسخّرت من أجلهم الأموال لتسهيل عملهم في التأثير على الأطفال.
كما تعمدت الجماعة الانقلابية تغيير المناهج التعليمية، وهو ما أثر بشكل واضح في الدفع بهم إلى التجنيد، واستخدمت الدعاية ووسائل الإعلام لصناعة الهالة على القتلى من الأطفال المجندين سيما خلال تشييع جنائزهم، وهو ما يحفز أقرانهم للتجنيد تأسياً بهم والثأر لهم إلى جانب الخطاب التعبوي لقادتها، وإنتاج العديد من البرامج والمواد الإعلامية لتحفيز الصغار للقتال تحت شعارات جوفاء.
وأكد المدير التنفيذ للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان مطهر البذيجي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التقرير يؤكد مسؤولية جماعة الحوثي في تجنيد الأطفال واستهدافهم واستغلالهم وأسرهم مقابل المال أو من خلال الترهيب، وهي دوافع تستخدمها الجماعة لزيادة الضغط على الأسر في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وطالب البذيجي بآلية للمحاسبة الدولية على جرائم تجنيد الأطفال في اليمن، خاصة وأنهم الشريحة الأكثر تضرراً، خاصة مع تزايد أنشطة الحوثي في ذلك أعقاب توقيعها ميثاق الأمم المتحدة حول اتفاقية المنع والحد من تجنيد الأطفال، مشيراً إلى أن هذا دليل إضافي على جرائم الانقلابيين باليمن.