أثار اقتحام قوات من الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك وما تبعها من أعمال ردود فعل دولية وعربية، اليوم الأربعاء.

فقد أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش عن "صدمته" و"ذهوله" إزاء مستوى العنف بحق مصلّين داخل المسجد الأقصى في القدس الشرقية ليل الثلاثاء.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم جوتيريش إنّ "الأمين العام مصدوم ومذهول للمشاهد التي رآها هذا الصباح للعنف والضرب من جانب قوات الأمن الإسرائيلية داخل المسجد القبلي في القدس، والتي حصلت في فترة مقدّسة بالنسبة لكلّ من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي فترة يجب أن تكون للسلام واللاعنف".

وأضاف أنّ "أماكن العبادة يجب أن تُستخدم حصراً لإقامة احتفالات دينية سلمية".

والأربعاء، عاد الهدوء إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت ليلاً بين مصلّين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم.

من جانبه، أعرب البيت الأبيض عن "قلقه البالغ" حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي في القدس، و"حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي"، وفق ما قال متحدّث باسمه الأربعاء.

وقال جون كيربي المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "ينبغي، أكثر من أي وقت، أن يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معاً للحدّ من هذه التوتّرات وإعادة الهدوء".

وأكدت روسيا أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تهدئة الموقف بشأن المسجد الأقصى، في أسرع وقت.

وبحث ميخائيل بوجدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، مع سفير دولة فلسطين في موسكو عبد الحفيظ نوفل، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في ظل التصعيد الحاد في المسجد الأقصى، بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.

وشدد الجانب الروسي على "أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تهدئة الموقف في أسرع وقت ممكن وخلق الظروف الملائمة لإقامة عملية سياسية مستدامة، تهدف إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة".

ونددت تركيا بالمواجهات التي شهدها المسجد الأقصى في القدس واعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان أن إسرائيل تجاوزت "الخط الأحمر".

وقال أردوغان خلال إفطار أمام جمعية للمتقاعدين "لا يمكن أن تبقى تركيا صامتة عن هذه الهجمات. إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو خط أحمر بالنسبة إلينا".

وأكد أن "الفلسطينيين ليسوا وحدهم".

وفي وقت سابق، دان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو "الهجمات" الإسرائيلية على المسجد الأقصى بالقدس، مؤكدا أنها "غير مقبولة".

وقال وزير الخارجية، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل "ندين بشدّة هذه الهجمات".

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها "اعتقلت أكثر من 350 شخصاً" خلال المواجهات في المسجد الأقصى.

وحذرت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، من "دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم"، إثر اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك في القدس.

عقدت الجامعة اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين في مقرها في العاصمة المصرية القاهرة "لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على حياة ومقدسات الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة".

ورفضت الجامعة، التي اجتمع مجلسها بناء على طلب الأردن "المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيا ومكانيا".

بدورها، دانت سوريا الاعتداءات على المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ ما يلزم لوقفها.

جاء ذلك في تغريدة لوزارة الخارجية والمغتربين السورية على حسابها على موقع تويتر، أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتابعت الوزارة "إن سوريا تدعو إلى إدانة هذه الممارسات".

من جهتها، دانت الجزائر أيضا، بأشد العبارات، إقدام القوات الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى الشريف.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية أن "هذه الممارسات تمثل تعديا سافرا على الأماكن المقدسة وانتهاكا صارخا لجميع القوانين والأعراف الدولية".

وأضاف البيان "تناشد الجزائر المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لهذه الممارسات التي تشكل تصعيدا خطيرا وتأجيجا لمشاعر جميع المسلمين، لاسيما في هذا الشهر الفضيل المبارك".
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن بلاده تشعر بقلق بالغ من "الخطاب المشتعل" وأحداث العنف واقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك في القدس.

وأضاف ترودو للصحفيين "نحن بحاجة إلى أن نرى تحولا في نهج الحكومة الإسرائيلية. وكندا، كصديق عزيز وحميم وثابت لإسرائيل، تقول إنها تشعر بقلق عميق بشأن النهج الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية". ودعا ترودو إلى تهدئة الوضع.