عواصم (وكالات)

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن اعتقاده بأن نصر بلاده العسكري هو «الحل الوحيد» لتحقيق الأمن، فيما وجه السفير الأوكراني لدى برلين أوليكسي ماكييف انتقاداً لاذعاً لشخصيات ألمانية رفيعة المستوى بسبب دعوتها لإجراء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
ورغم ذلك، أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، بأن الوضع العسكري حول مدينة باخموت، التي تحاصرها القوات الروسية منذ أشهر، «ملتهب للغاية».
وأضاف زيلينسكي، في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي: «شكراً لجنودنا الذين يقاتلون في أفدييفكا ومارينكا وباخموت، وخاصة باخموت.. الوضع هناك ملتهب للغاية».
وتحاول القوات الروسية منذ أشهر تطويق مدينة باخموت والسيطرة عليها. وكان عدد سكانها يبلغ 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي.
وقال المحلل العسكري الأوكراني البارز أوليه جدانوف، إن القتال اجتاح وسط المدينة. وأضاف أن القوات الأوكرانية صدت 25 هجوماً، لكن القوات الروسية سيطرت على مصنع «آزوم» للمعادن، والذي ظلت القوات الأوكرانية تدافع عنه لأيام. وقال جدانوف، الذي تربطه علاقات وثيقة بالجيش الأوكراني في مقطع مصور على موقع «يوتيوب»: «الروس يهاجمون وسط المدينة من الشمال والشرق والجنوب، ويحاولون السيطرة على المدينة بالكامل».
وتابع: «حققنا نجاحات في بعض الأماكن ونشن في بعض الأماكن هجمات مضادة. لكن الروس يسجلون نجاحات في بعض الأحيان، نظراً لعدد قواتهم وعدد الهجمات التي ينفذونها يومياً».
وقال زيلينسكي، في خطابه عبر الاتصال المرئي، إن شخصين لقيا حتفهما في هجوم روسي بقذائف المورتر في بلدة كونوتوب الواقعة بمنطقة سومي الشمالية. وأشار إلى التقارير التي أفادت في وقت سابق بأن قصفاً روسيا أدى إلى مقتل ستة أشخاص في مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وتسبب القصف أيضا في إصابة 11 شخصاً بجروح.
وقال زيلينسكي في تصريحاته: «هناك طريق واحد فقط لاستعادة الأمن في كل مدننا ومناطقنا من سومي إلى حوض الدونباس ومن خاركيف إلى خيرسون ومن كييف إلى يالتا، وهذا الطريق هو النصر العسكري». 
وفي برلين، اعتبر السفير الأوكراني أوليكسي ماكييف، دعوة سياسيين ألمان بازرين لإجراء مفاوضات سلام مع روسيا بمثابة «سخرية محضة تجاه الضحايا». وتابع السفير الأوكراني إن مناشدة السلام الممكنة الوحيدة في ظل الهجوم الروسي، هي انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية.
وأطلق كل من المؤرخ بيتر برانت، ابن المستشار الألماني الأسبق فيلي برانت، والرئيس الأسبق لاتحاد النقابات الألمانية راينر هوفمان، والنائب البرلماني السابق بالحزب الاشتراكي الديمقراطي ميشائل مولر، مناشدة بعنوان: «فلنحقق السلام!». وناشدوا المستشار الألماني أولاف شولتس التعاون مع فرنسا لكسب دول البرازيل والصين والهند وإندونيسيا من أجل القيام بوساطة تهدف لتحقيق هدنة سريعة. 
وجاء في المبادرة: «ذلك سيكون خطوة ضرورية من أجل إنهاء القتال واستكشاف سبل تحقيق السلام، وبهذه الطريقة يمكن تمهيد الطريق نحو نظام أمني مشترك في أوروبا».