عبد الله أبو ضيف (بيروت، القاهرة)
في ظل تحذيرات دولية من الوضع الاقتصادي المنهار في لبنان، تجري محاولات داخل البرلمان لحلحلة الأوضاع السياسية فيما يتعلق بالتوافق على اسم مرشح لمنصب رئيس الجمهورية، بعد أشهر من الفراغ الرئاسي الذي فاقم الأزمات، لكن هذه المحاولات يفشلها تعنت ميليشيا «حزب الله» التي تحاول فرض أجندتها الطائفية على الجميع، حسبما أشار نواب لبنانيون لـ «الاتحاد».
وكشف عضو مجلس النواب اللبناني، غسان يزبك، عن عقد عدة جلسات بين النواب والفئات المختلفة خلال الفترة الماضية، إذ يسعى الجميع إلى إنهاء فترة الفراغ السياسي والتي تؤثر على لبنان بشدة، إلا أن هذه الجلسات لم تحرز تقدماً كبيراً مع حالة تعنت واضحة من «بعض القوى» داخل البرلمان، في إشارة إلى ميليشيا «حزب الله».
وطالب يزبك بتقديم المصلحة العليا للبلاد على المصالح الخاصة، معتبراً أن الحل موجود بين أيدي اللبنانيين، ومن ثم لا يمكن ترك الموقف الراهن يستمر لشهور أخرى، منعاً لحدوث انهيار كامل للأوضاع الاقتصادية.
ومنذ سبتمبر الماضي، عقد البرلمان اللبناني أكثر من 10 جلسات لاختيار رئيس للجمهورية، بتصويت 63 نائباً بأوراق بيضاء يمثلون كتلة قوى موالية لميليشيا «حزب الله» وحلفائها، مقابل 36 صوتاً للنائب ميشال معوض تمثل كتلة القوى المعارضة، و11 صوتاً لـ«القوى التغييرية»، و12 صوتاً باطلاً تمثل نواباً مستقلين.
وانتهت الجلسة العاشرة في 15 ديسمبر 2022 بـ38 صوتاً لميشال معوض، و37 ورقة بيضاء، و8 أصوات للأكاديمي عصام خليفة، و26 صوتاً بين أسماء أخرى وأصوات باطلة.
في سياق متصل، قال عضو مجلس النواب اللبناني فادي كرم إن المشاورات لا تتوقف داخل المجلس حول الموقف من الفراغ الرئاسي، وأصبحت تأثيراته على الجميع بلا استثناء ويجعل لبنان بالكامل في وضع خطر، ويجب أن يتحلى الجميع بالحكمة في هذه الظروف. وأكد كرم أن هناك تعنتاً كبيراً من «حزب الله»، على سبيل المثال، ورغبة في فرض أجندة خاصة على الجميع، الأمر الذي يمثل أزمة لا يقبلها أحد، ولا بد أن يعبر مجلس النواب عن مشاكل لبنان وشعبه، وليس أي شيء آخر، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة التي تتعلق بقضية الوجود في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعاني منها الجميع، ويجب التعاون لعبورها.