حذّرت منظّمة الصحّة العالمية، اليوم الجمعة، من أنّ الموزمبيق تشهد أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ أكثر من عقد، في أعقاب مرور الإعصار "فريدي".
وقال الدكتور سيفيرين ريتر فون زيلاندر ممثّل المنظمة في موزمبيق إنّ "تفشّي الكوليرا يحدث بانتظام في الموزمبيق بين أكتوبر وأبريل. لكن مع نحو 21 ألف إصابة و95 حالة وفاة، فإنّ هذا أكبر تفشٍّ منذ أكثر من عقد".
وأضاف، من العاصمة مابوتو متحدّثا لصحفيين في جنيف خلال مؤتمر عُقد عبر الفيديو، أنّه "على سبيل المثال، فإنّ إقليم مانيكا (وسط شرق) الذي يسجّل اليوم إصابات كثيرة لم يشهد أيّ إصابة بالكوليرا خلال السنوات الـ15 الماضية".
وحذّر المسؤول في المنظمة الأممية من أنّ "الوباء آخذ في الانتشار جغرافياً"، لافتاً إلى أنّ المرض امتدّ إلى خمس مناطق جديدة خلال الأسبوع الماضي وحده.
ووفقاً لمنظمة الصحّة العالمية، فإنّ الإصابات بالكوليرا سجّلت حتى اليوم في 47 منطقة تتوزّع على ثمانٍ من مقاطعات البلاد الـ11.
وتشهد البلاد حملات تطعيم للوقاية من هذا المرض. وتستهدف تطعيم أكثر من 1.35 مليون شخص.
وبحسب المسؤول في منظّمة الصحة فإنّ مياه الفيضانات، الناجمة عن الإعصار "فريدي"، "تتراجع الآن، لكنّ الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي لا يزال صعباً" في وقت أتت فيه الفيضانات على "حوالي ثلث المحاصيل".
وضرب الإعصار "فريدي" جنوب القارّة الأفريقية مرّتين في أسابيع.
في الموزمبيق، دمّر هذا الإعصار أكثر من 132 ألف منزل وشرّد 184 ألف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
كما تسبب بتضرّر 163 منشأة صحّية في البلاد.
والكوليرا ليست مصدر القلق الوحيد لمنظمة الصحة العالمية بل هناك خشية من تفشّي الملاريا.
وحذّر الدكتور ريتر فون زيلاندر من أنّه "خلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيزداد عدد الإصابات بالملاريا بشكل كبير وسيزداد معدّل سوء التغذية، المرتفع أصلاً".
ولفت إلى أنّ "التغيّر المناخي (في هذا البلد) ليس مشكلة مستقبلية، إنه موجود هنا حالياً".