واشنطن (وكالات)
تعهدت الولايات المتحدة، أمس، بأنها ستحمي قواتها في سوريا بعد أن شن الجيش الأميركي ضربات جوية على أهداف في سوريا، رداً على هجوم أسفر عن مقتل متعهد أميركي وإصابة خمسة جنود أميركيين.
وبعد يوم واحد فقط من الهجوم الدامي على قوات أميركية في سوريا، أكدت واشنطن وقوعه باستخدام طائرة مسيرة، قالت مصادر إن هجوماً صاروخياً جديداً استهدف قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا. وقال مسؤولون أميركيون إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأميركية في الهجوم الذي وقع أمس الجمعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية: «سنعمل على حماية أفرادنا ومنشآتنا بأقصى طاقتنا.. إنها بيئة محفوفة بالخطر».
ونادراً ما يسقط قتلى في صفوف القوات الأميركية المتمركزة في سوريا، على الرغم من استهدافها سابقاً بطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، «البنتاجون»: إن الضربات الأميركية التي شنتها طائرات إف-15 أمس الأول «استهدفت منشآت تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتتبع أخبار الحرب في سوريا إن الضربات الأميركية أودت بحياة 8 مسلحين في سوريا.
وقال الجنرال إريك كوريلا، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، في بيان: «سنتخذ دائماً جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن أفرادنا، وسنرد دوماً في الوقت والمكان اللذين نختارهما».
وجاءت الضربات الأميركية، رداً على هجوم بطائرة مسيرة أمس الأول استهدف قوات أميركية في قاعدة للتحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال البنتاجون إن ثلاثة جنود ومتعاقداً تطلب الأمر نقلهم جواً بعد إصابتهم إلى العراق، حيث توجد منشآت طبية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة فلول تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأضاف، أنه جرى تقديم العلاج لجنديين أميركيين آخرين في القاعدة. وقال البنتاجون، أمس، إن الجرحى في حالة مستقرة.
وذكر مصدر أمني أن قاعدة أميركية في حقل العمر النفطي في شمال شرق سوريا تعرضت لهجوم صاروخي صباح أمس.
ووصف كيربي الهجوم بأنه غير مؤثر، قائلاً إنه لم تقع إصابات في صفوف القوات الأميركية.
ودأبت الجماعات المتطرفة على إطلاق صواريخ على القواعد الأميركية في سوريا بعد تعرضها لضربات جوية.
وجاءت القوات الأميركية لأول مرة إلى سوريا ضمن حملة إدارة أوباما ضد تنظيم «داعش»، بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي يقودها الأكراد. ويوجد نحو 900 جندي أميركي في سوريا معظمهم في الطرف الشرقي من البلاد.
وقال الجيش الأميركي، إن قواته تعرضت لنحو 78 هجوماً من تلك الجماعات منذ بداية عام 2021.
والقوات الأميركية في سوريا التي كاد الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018 أن ينهي مهمتها هناك قبل أن يقلص خططه لسحب القوات، هي ما تبقى من حرب دولية أوسع نطاقاً ضد الإرهاب.
وعلى الرغم من أن تنظيم «داعش» فقد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق استولى عليها في 2014 إلا أن خلايا نائمة لا تزال تنفذ هجمات خاطفة في مناطق قاحلة ليس لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ولا للجيش السوري السيطرة الكاملة عليها.