عبد الله أبو ضيف (عدن، القاهرة)

أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي «الحصبة» و«شلل الأطفال» في اليمن، فيما اعتبرت وزارة الصحة اليمنية، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن انتهاكات الحوثيين تسببت بانتشار الأمراض حيث يعمد الانقلابيون إلى منع استخدام اللقاحات ويحرضون ضد حملات التحصين.
وقالت المنظمة الأممية، عبر حسابها على تويتر: «يشهد ‎اليمن الآن تفشياً للحصبة وشلل الأطفال».
وذكرت أن «أكثر من 80% من الأطفال الذين يعانون من ‎الحصبة لم يتلقوا اللقاح».
وشددت المنظمة على أن هناك حاجة ماسة إلى التلقيح في اليمن، دون تفاصيل أخرى.
ويعتبر نحو 80% من الأطفال الذين يعانون من «الحصبة» ممن لم يتلقوا اللقاحات المعتمدة للتحصين والوقاية من الإصابة بالمرض، وذلك بسبب قرار جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها بوقف اللقاحات، الأمر الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية يمثل أزمة كبرى ستؤدي إلى تفشي «الحصبة» و«شلل الأطفال» بشكل كبير.
وتتركز حالات الإصابة في محافظات صنعاء وذمار والحديدة وإب والحج والبيضاء وعمران. 
وكانت جماعة الحوثي قد تبنت مؤخراً حملة تحريضية ضد حملات التحصين واللقاحات بزعم أنها «مؤامرة عالمية لإنقاص البشرية، وفكرة هدفها الاستثمار والتجارة»، ما أدى إلى عودة ظهور الأمراض في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال سالم الشبحي وكيل وزارة الصحة اليمنية: إن جماعة الحوثي تمنع استخدام اللقاحات المخصصة للوقاية من «الحصبة» وشلل الأطفال، وأيضا كل ما يتعلق بالأمراض المعدية، الأمر الذي أدى إلى تفشي هذه الأمراض بين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين خلال الفترة الماضية.
وأضاف المسؤول اليمني في تصريح لـ«الاتحاد» أنه يوجد نحو 35 حالة جديدة بـ«شلل الأطفال» في محافظة صعدة، وغيرها من الأمراض المعدية إلى جانب مرض «الحصبة» الذي أصبح متفشياً بشكل واضح خلال الفترة الماضية فيما كان تم القضاء على هذه الأمراض بالفعل منذ تسعينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أن انتشار هذه الأمراض يمثل خطراً داهماً وكبير على الأطفال في اليمن مع رفض استخدام اللقاحات ما يضاعف من الأزمة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع انتقال الموجودين داخل هذه المحافظات بين المناطق وبالتالي سهولة نقل الأمراض بسبب عدم وجود وقاية وتحصين ضدها، طالباً من المنظمات الصحية الدولية الضغط على جماعة الحوثي لاستخدام اللقاحات وإنقاذ الأطفال.
وقال المسؤول اليمني: إن الحكومة الشرعية تقوم بتحصين محافظاتها ومنح اللقاحات في محافظاتها ومناطق سيطرتها، عن طريق حملات التلقيح التي تستهدف كافة المناطق لبناء حصانة كاملة بين الأطفال، حيث يتم مراقبة الوضع بشكل دائم.
وفي هذا السياق، قال عادل المدوري الباحث والحقوقي اليمني لـ«الاتحاد»: إن هناك أزمة حقيقية يعيشها الأطفال في اليمن سببها جماعة الحوثي والتي تمنع تحصين الأطفال من الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأمراض التي سبق القضاء عليها خلال السنوات الماضية 
وأضاف الحقوقي اليمني عادل المدوري أنه «يجب التدخل من المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والصحة العالمية لوقف الخرافات الحوثية التي تمنع تداول اللقاحات التي وظيفتها الوقاية من الأمراض، وإلا ستتحول العملية إلى مأساة صحية تضاعف من معاناة اليمنيين في المناطق التي تحت سيطرة الجماعة الحوثية».