نواكشوط (وام) 

ترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماعات الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار، والذي انعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وألقى معاليه كلمة دولة الإمارات أمام الاجتماع الذي افتتحه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث قدم معاليه الشكر للجمهورية الإسلامية الموريتانية لاستضافة هذا الاجتماع، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما شكر جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة على الجهود التي بذلتها خلال ترؤسها للدورة الثامنة والأربعين.
وعبّر معاليه عن تضامن دولة الإمارات مع الجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا جراء الزلازل المدمرة التي ضربت البلدين مؤخراً، مؤكداً أهمية الوقوف إلى جانبهما في ظل هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة التي يواجهانها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تقوم بواجبها في هذا الصدد، حيث استجابت بشكل فوري مع نداء الواجب الإنساني بعد وقوع الكارثة، وأطلقت عملية «الفارس الشهم 2» وقامت بتسيير جسر جوي يحمل فرق البحث والإنقاذ ومواد الإغاثة والإيواء والأدوية والعلاج والمستشفيات الميدانية.
وأضاف معاليه: وصل عدد الرحلات الجوية ضمن عملية «الفارس الشهم 2» إلى 236 رحلة، حتى تاريخ 15 مارس 2023، إضافة إلى 13 طائرة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 150 مليون دولار أميركي لدعم المتضررين، كما قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 50 مليون درهم، كما أطلقت دولة الإمارات حملة جسور الخير لتقديم التبرعات العينية والنقدية وقد جمعت الحملة حتى الآن 180 مليون درهم، منها 50 مليون درهم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، ولا تزال هذه العملية مستمرة.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما تدعم خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم. وثمّن معاليه الدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتان في هذا الصدد.
وشدد معاليه على ضرورة التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية والعمل متعدد الأطراف، واحترام مبدأ تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبأهمية الإيمان الراسخ بأن الدبلوماسية لا تزال الوسيلة الوحيدة لحل الأزمات، ودعم الحوار والمفاوضات كوسيلة لا غنى عنها لمعالجة الصراعات القائمة إقليمياً ودولياً.
وفي هذا الصدد، أشار معاليه إلى أن دولة الإمارات ترحب بالاتفاق الذي توصلت إليه المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية إيران الإسلامية الصديقة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما ثمن معاليه الدور الذي قامت به جمهورية الصين الشعبية، والجهود التي بذلتها كل من سلطنة عُمان وجمهورية العراق الشقيقتين تمهيداً لتحقيق هذه الخطوة المهمة التي ستسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
كما أشاد معاليه بالنجاح الذي تحقق في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 الذي استضافته جمهورية مصر العربية في نوفمبر الماضي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تتطلع إلى أن يكون مؤتمر الأطراف القادم COP28 الذي تستضيفه الدولة في مدينة إكسبو دبي في نوفمبر 2023، جامعاً لكافة الجهات المعنية، من حكومات وقطاع خاص وشباب ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الأجندة الدولية للعمل المناخي وتحول الطاقة.
وقدم معاليه الدعوة إلى جميع الدول الأعضاء للمشاركة في COP28 بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار جميع الدول والتغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة.
وشارك في الاجتماع، الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، مندوب الدولة لدى منظمة التعاون الإسلامي، ويعقوب الحوسني، مساعد الوزير لشؤون المنظمات الدولية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وغانم المهيري، سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية.