أسماء الحسيني (الخرطوم)

كشفت قوى «الحرية والتغيير» في السودان عن وجود نقاشات قوية بين المدنيين والعسكريين لإنهاء الأزمة في البلاد واختيار رئيس للوزراء يقود حكومة مدنية سياسية، فيما أعلن مجلس السيادة الانتقالي تشكيل لجنة أمنية مشتركة لمتابعة الأوضاع في البلاد. 
وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي»، ياسر عرمان، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أمس، إن هناك «ضغطاً قوياً ونقاشات بين المدنيين والعسكريين لإنهاء المرحلة النهائية من العملية السياسية، واختيار رئيس الوزراء لقيادة الحكومة المدنية».
وأضاف عرمان: «هناك أسماء مطروحة لشغل منصب رئيس الوزراء، واتفقنا على معايير اختيار رئيس الحكومة وقدمناها للمبعوثين الدوليين».
وتابع: «رئيس الوزراء يجب أن يكون سياسياً، وحكومة تكنوقراط أو تصريف أعمال، ليست خياراً مطروحاً في الوقت الحالي».
وفي 8 يناير الماضي، انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقّعين على «الاتفاق الإطاري» المبرم في 5 ديسمبر الفائت، بين العسكريين والمدنيين.​​​​​​​
وفي السياق ذاته، قال عرمان، إن «الاستقرار لا ينجح دون تحول مدني ديمقراطي».
وشدد على «وقوف قوى الحرية والتغيير ضد أي تشكيل حكومة تصريف أعمال أو إجراء انتخابات مبكرة قبل انتهاء المرحلة الانتقالية».
وذكر عرمان أن «اجتماع رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح والبرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مساء أمس الأول «كان جيداً وله ما بعده».
وفجر أمس، أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أمس، تشكيل لجنة أمنية مشتركة لمتابعة الأوضاع في البلاد، وذلك بعد لقاء جمع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع. 
وذكرت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن مجلس السيادة أقر تشكيل اللجنة بعد اجتماع بين رئيس المجلس قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» حيث بحثا سير العملية السياسية، مع ضرورة المضي قدماً في الترتيبات المتفق عليها. 
وقالت الوكالة، إن اللجنة الأمنية تضم قوات نظامية وأجهزة الدولة ذات الصلة وحركات الكفاح المسلح من دون الكشف عن تفاصيل إضافية. وجاء اللقاء بعد ساعات من بيان أصدره المتحدث باسم الجيش، أكد فيه التزامهم بمجريات العملية السياسية، والتقيد الصارم والتام بما تم التوافق عليه في «الاتفاق الإطاري».
ورحبت قوى وأطراف سودانية بقرارات مجلس السيادة وبيان القوات المسلحة الذي يؤكد الالتزام التام بالعملية السياسية الجارية.
وقال بشرى الصايم القيادي بقوى الحرية والتغيير في تصريح لـ«الاتحاد»، إن لقاء البرهان وحميدتي يعد تطوراً إيجابياً، معتبراً أن القرار الذي صدر عن الاجتماع بتشكيل لجنة أمنية مشتركة أعاد الطمأنينة للسودانيين، ونجاح العملية السياسية سيظل مرهوناً بحدوث أكبر قدر من التوافق بين القوى السياسية.
بدوره، قال مصباح أحمد رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة لـ «الاتحاد»، إن بيان القوات المسلحة ولقاء البرهان وحميدتي فيهما تطمين للرأي العام حول ما رشح من «أخبار مقلقة» خلال الأيام الماضية، وتأكيد على الالتزام بـ«الاتفاق الإطاري»، واستكمال عملية الإصلاح الأمني والعسكري.
وقال القيادي في «حزب الأمة»، إن «بيان القوات المسلحة يعتبر إيجابياً بالنسبة للقوى المدنية من ناحية دعمه للاتفاق الإطاري، ومن ناحية التزامه الصارم بعملية الدمج بين القوى العسكرية»، معرباً عن اعتقاده بأن الخلافات هي مجرد «خلافات شكلية وليست جوهرية».
من جانبه، قال الصحفي السوداني موسى جودة مدير «المركز السوداني للإعلام الديمقراطي» في تصريح لـ«الاتحاد»، إن اللقاء بين البرهان وحميدتي أحدث اختراقاً في المشهد السياسي السوداني، مشيراً إلى أن هذا التحول نتج عن ضغوط داخلية وخارجية، وأن أهم نتائج اللقاء هو تأكيد الالتزام بالمضي قدماً لإكمال المرحلة الأخيرة من العملية الانتقالية.
وأضاف جودة أن البيان الصادر عن القوات المسلحة كان دقيقاً ومحدداً في مضمونه، مؤكداً دعمها الصارم للعملية الانتقالية المؤسسة على الاتفاق الإطاري، والالتزام بالخروج من السياسة.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الشيخ الحسين لـ«الاتحاد»، إن البرهان وحميدتي بادرا عبر لقائهما لنفي أي خلاف بينهما حول ضرورة تسليم السلطة للمدنيين وفق «الاتفاق الإطاري»، مؤكداً أن القضية الحقيقية التي يجب أن يتم التركيز عليها هي قضية بناء جيش وطني موحد للسودان.