أحمد مراد (القاهرة)

حذر خبراء ومحللون من تنامي أنشطة التنظيمات الإرهابية في قارة أفريقيا بصورة مفزعة، ما ينذر بخطر شديد على مستقبل القارة التي باتت مأوى لغالبية جماعات العنف والتطرف، وأكدوا أن الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع غير المستقرة في بعض الدول أتاحت مساحة كبيرة للتنظيمات للتوغل داخل القارة، مستغلة الفقر والبطالة في تجنيد آلاف الشباب في صفوفها.
وكشف تقرير لوكالة التنمية الدولية التابعة للأمم المتحدة في المقابل عن انخفاض عدد الأشخاص الذين ينضمون إلى الجماعات المتطرفة لأسباب دينية، ووثق نحو 4155 هجوماً إرهابياً في أنحاء أفريقيا منذ العام 2017، أسفرت عن 18417 قتيلا، شهد الصومال أكبر عدد منها. وأوضحت المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية، وعضو لجنة الحكماء في الكوميسا، السفيرة سعاد شلبي أن أفريقيا أصبحت مكتظة بالجماعات الإرهابية التي تعمل على تجنيد الشباب في صفوفها، وهو ما جعل الإرهاب فيها ظاهرة تتجدد ذاتياً وتنتشر عبر الحدود ما شكل نوعاً جديداً من الحروب تشهدها دول القارة، وتهدد الاستقرار والأمن والسلم فيها.
وبحسب تقديرات أممية ودولية، فإن هناك 64 جماعة إرهابية نشطة في أفريقيا، أبرزها تنظيم «القاعدة»، وجماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، وحركة «الشباب» بالصومال، وتنظيم داعش. 
وقالت شلبي، لـ«الاتحاد»، إن ظاهرة الإرهاب في أفريقيا تُعد من أبرز التحديات والتهديدات العابرة للحدود التي تواجه الأفارقة خاصة في ظل العلاقات المتشابكة بين التنظيمات والميليشيات المسلحة، وانتشار ظاهرة شركات «حربية» خاصة مدعومة من القوى الخارجية لها مصالح استعمارية واقتصادية في القارة السمراء. وأرجعت المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية زيادة عدد المجندين في التنظيمات الإرهابية المسلحة في أفريقيا إلى عوامل عدة منها ارتفاع معدلات الفقر وانتشاره في العديد من المناطق، والبطالة وعدم توافر فرص عمل، وانتشار الفكر المتطرف، وزيادة معاناة الفئات المهمشة لأسباب عنصرية دينية أو عرقية، وعدم الاستقرار السياسي بسبب الانقلابات العسكرية. 
وأكدت شلبي أن تقرير الوكالة الدولية للتنمية الخاص بانتشار الإرهاب في أفريقيا يعكس الظروف التي مرت بها دول القارة خلال السنوات الخمس الماضية. وشهد العام 2022 تزايد العمليات الإرهابية في أفريقيا، وجاءت بوركينا فاسو ومالي والنيجر على رأس قائمة الدول من حيث عدد الضحايا، حيث بلغ في الدول الثلاث نحو 2000 شخص.
ومن جهته، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، منير أديب، أن التنظيمات الإرهابية تنمو داخل أفريقيا بصورة مفزعة، وتنذر بخطر شديد على مستقبل القارة التي باتت مأوى لأغلبية جماعات العنف والتطرف لأسباب معيشية أو سياسية، واختارت أفريقيا لتكون مأوى لها بعدما سقط داعش في الشرق الأوسط.