دينا محمود (بيروت، لندن)

يحيي لبنان اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 18 لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري من قبل ميليشيات «حزب الله» الإرهابية التي تواصل حتى الآن تعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد، ومحاولة هيمنتها على البلاد بقوة سلاحها غير الشرعي وارتباطاتها بالخارج.
واغتيل رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، مع 21 شخصاً آخرين، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان، الذي كان برفقة الحريري في سيارته جراء انفجار استخدمت فيه 1800 كيلو غرام من مادة «تي إن تي»، .
وعام 2020، أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان غيابياً، سليم عياش، وهو عضو في ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بعملية الاغتيال.
واليوم وبعد 18عاماً على اغتيال «مشروع الدولة»، يعيش لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادّة صنّفها البنك الدولي واحدة من بين أشدّ 3 أزمات عرفها العالم، جعلت أكثر من 80 % من اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقاً لتقارير رسمية.
كما تعيش البلاد أزمة سياسية سببها إفشال الميليشيات الإرهابية انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفًا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر الماضي.
ومن بين الأزمات التي تسببت بها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، أزمة قضائية حادة نشبت على خلفية التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حينها أن الأزمة تنذر بـ«تداعيات خطيرة». 
ولا تزال مكونات الطبقة الحاكمة في لبنان، وفي القلب منها ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، تواصل محاولاتها المستميتة لعرقلة التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، الذي أدى لمقتل 215 شخصا، وجرح ما يزيد على 6 آلاف آخرين، فضلا عن إلحاق أضرار مادية جسيمة، بالكثير من أحياء العاصمة اللبنانية. ولا تبدو هذه المحاولات مستغربة، في ظل المؤشرات، التي تؤكد تورط «حزب الله» بشكل مباشر أو غير مباشر، في التسبب في وقوع هذه الكارثة، الناجمة عن انفجار مئات الأطنان من «نترات الأمونيوم»، التي ظلت مُخَزَّنة لسنوات في مرفأ بيروت، من دون أن يعلم بوجودها الكثيرون.
وقاد التورط المرجح لـ«الحزب الإرهابي» في الانفجار إلى جعل تعهدات المسؤولين اللبنانيين بتقديم المسؤولين عن تلك الكارثة إلى العدالة، فارغة من أي مضمون.
فحتى الآن لم تُتخذ أي إجراءات ملموسة، ضد المشتبه في ضلوعهم في انفجار المرفأ، ما كرّس منظومة الإفلات من العقاب، التي تستفيد منها هذه الميليشيات الإرهابية، منذ عقود. 
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أبرز متابعون للشأن اللبناني، التهديدات المختلفة التي دأبت وسائل الإعلام التابعة لـ«حزب الله» والمحسوبة عليه، توجيهها للمحقق البيطار، بالترافق مع المطالبات الصريحة من جانب قادة هذه الميليشيات الإجرامية، بإبعاده عن ملف التحقيقات.