عواصم (الاتحاد، وكالات)

أبرز الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وما خلفه من خسائر بشرية ومادية فادحة معاني الإنسانية والتكاتف بين الجميع، حيث تجاوزت حدود التضامن مع ضحايا الزلزال حدود العالم العربي وقاطني دول المنطقة، واتسعت الدعوات غير الرسمية للتضامن ودعم الدولتين المنكوبتين لتمتد إلى معظم دول العالم، كذلك أُطلقت مبادرات شعبية عربية وأجنبية لدعم منكوبي الزلزال.
وشهدت حملة تبرعات شعبية في السعودية، أمس، إقبالاً كبيراً تجاوز 105 آلاف مشارك وحصيلة أولية تتجاوز 70 مليون ريال لدعم المتضررين.
وأطلقت الحملة تحت اسم «الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا»، رافعة شعار «عطاؤكم يخفف عنهم». ودشنت سلطنة عُمان، أمس، جسراً جوياً لنقل مواد إغاثية إلى المناطق المتضررة جراء الزلزال في كل من تركيا وسوريا.
وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن «عُمان بدأت بتسيير جسر جوي لنقل مواد إغاثية وطبية للمناطق المتضررة من الزلزال لتقديم العون والمساعدة للأشقاء انطلاقاً من واجبها الإنساني».
كما أرسل الأردن طائرتين عسكريتين إغاثيتين، أمس، إلى تركيا وسوريا، لمساعدة المتضرّرين. وذكرت «الخارجية» الأردنية في بيان أن هذه «الخطوة تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية بمساعدة أسر الضحايا والمصابين جراء الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا».
وفي لبنان، أطلقت جمعيات أهلية عدة حملات تعاطف وتضامن مع الشعبين التركي والسوري، وأرسلت فرق إغاثة إلى المناطق المتضررة بالتنسيق مع السفارة التركية في بيروت.
وفي هذا الإطار، قال السفير الليبي لدى أنقرة مصطفى القليب، إن بلاده سترسل مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال. وأفاد القليب أن السلطات الليبية على تواصل دائم مع نظيرتها التركية للمساهمة في محو آثار الزلازل المدمرة. ولفت إلى أن فريق البحث والإنقاذ الليبي الذي وصل تركيا، باشر أعماله بتوجيهات من السلطات التركية.
كما أعلنت الحكومة البريطانية تقديمها تمويلاً إضافياً لمنظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» لمواجهة آثار الزلزال. وذكرت شبكة «بي بي سي»، أمس، أن الحكومة البريطانية قررت منح «الخوذ البيضاء» مساعدات إضافية بقيمة 800 ألف جنيه إسترليني «963 ألف دولار». وأوضحت الشبكة أن المساعدات تأتي إضافة إلى 2.25 مليون جنيه إسترليني تمنحها المملكة المتحدة للمنظمة كل عام.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في خطاب أمام البرلمان، إن المملكة المتحدة ستقدم أيضاً المساعدة داخل سوريا عبر «الهيئة الطبية الدولية» ومنظمة «إنقاذ الطفولة» ووكالات الأمم المتحدة المختلفة.
وفي السياق، أعلن يانيز ليناريكتش مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، ارتفاع عدد الدول الأوروبية التي أرسلت فرق إغاثة إلى تركيا إلى 23 دولة.
وأوضح ليناريكتش، في تصريح صحفي، أمس، أن المعلومات المتعلقة بالمساعدات تتغير بسرعة، وأن ذلك يشير إلى التضامن مع تركيا.
وأضاف أنه اعتباراً من صباح أمس، اتخذت 23 دولة من أوروبا إجراءات لإرسال ما مجموعه 36 فريق بحث وإنقاذ وفرق طبية ضمن آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن الفرق تتكون من 1500 عنصر و100 كلب بحث وإنقاذ، فضلاً عن إرسال فرق حماية مدنية بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد».​​​​​​​