منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا، يوم الاثنين، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم عشرات الأخبار المضلّلة التي حصدت ملايين المشاهدات والتفاعلات، وفاقمت القلق لدى سكّان بلدان عدّة في الشرق الأوسط من احتمال وقوع زلازل مشابهة أو هزّات ارتداديّة مدمّرة.

وأودى الزلزال، الذي بلغت قوّته 7.8 درجة، بأكثر من 11700 شخص في حصيلة تواصل الارتفاع مع تواصل عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وفيما كانت فرق الإنقاذ تهرع إلى المناطق المنكوبة في تركيا وشمال سوريا، كان مروّجو الأخبار المضلّلة يستفيدون من الاهتمام الإقليميّ والعالميّ بهذه المأساة لإلقاء أخبارهم المضلّلة وتحقيق مشاهدات عالية على صفحاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل.

من بين هذه المنشورات، صور قيل على مواقع «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، إنها تُظهر حالة ذعر في الشوارع في مدينة نابلس في الضفّة الغربيّة ليل الثلاثاء الأربعاء عقب زلزال ضرب الأراضي الفلسطينية. صحيح أن هزّة بقوة أربع درجات ضربت منطقة البحر الميت، لكن الصور المستخدمة منشورة في الحقيقة في عام 2017 على أنها عشية عيد الفطر من ذلك العام.

ونشرت صفحات وحسابات على موقع فيسبوك، مقطع فيديو قيل إنه يُظهر موجات مدّ بحريّ (تسونامي) تضرب السواحل التركيّة عقب الزلزال. لكن هذه المشاهد تُظهر في الحقيقة عاصفة ضربت سواحل جنوب أفريقيا عام 2017.

في سياق مشابه، تداول مستخدمون لمواقع التواصل مقطعاً مصوّراً قيل إنه يُظهر أمواجاً عاتية تضرب شاطئاً في تركيا. لكن تحليل الفيديو أظهر أنه منشور في يناير الماضي على أنه يُظهر عاصفة في سان دييغو في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وحقّقت صورة، نُشرت عقب وقوع الزلزال، وقيل إنها تُظهر كلباً على مقربة من صاحبه العالق تحت الأنقاض، أكثر من مليون و500 ألف مشاهدة على موقع تويتر. لكن تحليل الصورة أظهر أنها منشورة على شبكة الإنترنت منذ عام 2018، وهي ضمن مجموعة للمصوّر التشيكي ياروسلاف موسكا على موقع «ألامي».

ونُشرت صورة على مواقع التواصل وعلى بعض المواقع الإخباريّة المحليّة في بلدان الشرق الأوسط، قيل إنها تُظهر طفلاً سورياً يبكي وحيداً بين الأنقاض. لكن عثر، بعد التقصّي، على الصورة نفسها على موقع «شاترستوك» ضمن مجموعة من الصور التمثيليّة.

ونُشرت مقاطع فيديو قال ناشروها إنها تُظهر اهتزاز مبان وانهيارها في الزلزال الأخير، لكن البحث عن هذه المقاطع أثبت أنها قديمة، ومنها ما يعود للزلزال الذي ضرب اليايان عام 2011 وتلته موجات مدّ بحريّ مدمرّة.