بين مئات الجثث المسجاة في الملاعب وساحات انتظار السيارات، سار مئات الناجين، اليوم الأربعاء، ورفعوا الأغطية بعناية عن الوجوه في محاولة للتعرف على أقاربهم الذين لقوا حتفهم في الزلزال المدمر الذي هز تركيا وسوريا.
وسألت ندى وزوجها، أحد الموظفين عن أفضل السبل للعثور على اثنتين من أقاربهما وسط أكثر من مئة جثة مصفوفة في ساحة انتظار السيارات بمستشفى خطاي للأبحاث القريب من مدينة أنطاكية في جنوب البلاد.
وقيل لهما "تفقدوا (الجثث) واحدة واحدة".
وقال الزوج "زوجتي لا تتحدث التركية، وأنا لا أرى جيدا... يجب أن نتفقد كل الوجوه. نحتاج للمساعدة".
وُضع العديد من جثث قتلى الزلزال، الذي وقع في جوف ليل الاثنين، في أكياس جثث أو لفت بأغطية أو القماش المشمع في انتظار الأقارب أو الأصدقاء للعثور عليها ونقلها من المستشفى الميداني.
وُضعت الجثث في الخيام أو على الرصيف خارج المستشفى الذي يضم 1130 سريرا والذي بني في عام 2016 لكنه تضرر بشدة من الزلزال.
وكان على بعض الجثث بطاقات بمعلومات تعريفية فيما لم يكن على البعض الآخر بطاقات. ويُصدر وكيل نيابة موجود في الموقع للأقارب، الذين تعرفوا على أحبائهم، شهادة وفاة وتصريح دفن.
وصرخت امرأة لا تجد شقيقتها قائلة "يا الله، انظر لحالنا".
إلى الشمال في كهرمان مرعش، بالقرب من مركز الزلزال، تم تجميع ما لا يقل عن مئة جثة أخرى على أرض ملعب لألعاب القوى حيث يسعى السكان للتعرف عليها.
وسقطت امرأة على ركبتيها وهي تبكي. وإلى جانب الجدار المغطى ببطانة باللون الأحمر وأسفل صفوف مقاعد المشجعين الفارغة، وضعت ثلاث جثث أصغر ملفوفة في ملاءات على محفات بحجم الأطفال.