أسماء الحسيني (الخرطوم)
أكّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في ختام اجتماع قمة عقده في الخرطوم مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أنّ البلدين «متوافقان ومتّفقان حول قضايا سدّ النهضة كافة»، المشروع الكهرمائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
وعقد رئيس الوزراء الإثيوبي، في أول زيارة له إلى الخرطوم منذ 2020، سلسلة لقاءات في العاصمة السودانية، توّجها بقمّة مع البرهان.
ونقل بيان رسمي سوداني عن البرهان قوله، خلال القمّة، إنّ «السودان وإثيوبيا متوافقان ومتّفقان حول قضايا سدّ النهضة كافة». بالمقابل، نقل البيان عن آبي أحمد تأكيده أنّ «سدّ النهضة لن يسبّب أيّ ضرر على السودان، بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء».
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة وتشغيله.
وبحسب البيان، فإنّ أحمد قال إنّ الغرض من زيارته هذه هو «إظهار التضامن مع السودان، والوقوف معه في هذه المرحلة المهمّة في مسيرته السياسية».
ونقل البيان عن رئيس الوزراء الإثيوبي قوله إنّ الخلاف الحدودي بين البلدين «قضية قديمة يجب الرجوع إلى الوثائق لحلّها».
وخلال زيارته أمس، التقى آبي أحمد ممثلين لائتلاف قوى الحرية والتغيير السودانية، وقال إن «إثيوبيا تواصل تضامنها مع السودان في العملية السياسية الحالية التي يقودها بنفسه»، مؤكداً «مبدأ عدم التدخل الإثيوبي».
من جهتها، أشادت القوى المدنية السودانية بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للخرطوم، ولقائه بممثلي الكتل والقوى المدنية إلى جانب لقاءاته بالقادة العسكريين، وقالوا إنها أبدت تعاطف إثيوبيا، حكومة وشعباً، مع أشقائهم في السودان خلال لقاء القادة العسكريين وممثلي القوى المدنية ولجان المقاومة.
وأشادت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» في بيان لها بتأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي على ضرورة أن تكون العملية السياسية سودانية بالكامل، دون السماح لأي طرف خارجي بالتدخل أو فرض أي حلول. وأشاد محمد حمد سعيد، ممثل كتلة قوى الحرية والتغيير «القوى الوطنية»، بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، وقال لـ «الاتحاد» إن أحمد أشاد بقدرة السودانيين على حل مشاكلهم الداخلية بأنفسهم. وقال أسامة سعيد، المتحدث باسم الجبهة الثورية لـ«الاتحاد» إن لقاء وفد الجبهة مع رئيس الوزراء الإثيوبي كان جيداً، حيث أعلن التزام حكومته بدعم العملية السياسية والحوار السوداني السوداني لتحقيق مصالح وتطلعات الشعب، مشيراً إلى أن وفد الجبهة أكد له موقفه الداعم للاتفاق الإطاري.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد الباقي جبارة لـ«الاتحاد» إن إثيوبيا الجارة الشقيقة تشغلها قضايا كبيرة مع السودان، أهمها سد النهضة والنزاع الحدودي في الفشقة.
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني خالد الإعيسر إن أسباب الزيارة المعلنة جاءت لنقاش قضية سد النهضة وقضايا الحدود، مضيفاً أن السودان بدوره يأمل في رفع تجميد عضويته في الاتحاد الأفريقي في القمة الأفريقية المقبلة.