دينا محمود (لندن)

تبدو الدبابات الألمانية من طراز «ليوبارد 2»، إحدى أهم قطع العتاد العسكري، التي تواصل حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، محاولاتها المكثفة للحصول عليها، من أجل تعزيز قدرات قواتها، وذلك مع اقتراب المعارك الدائرة في البلاد، من دخول عامها الثاني. ورغم إعلان المملكة المتحدة، استعدادها لإمداد كييف بدبابات بريطانية الصنع، من طراز «تشالينجر 2»، جنباً إلى جنب مع عشرات من قطع المدفعية ذاتية الحركة، وذلك بالتزامن مع استعداد فرنسي مماثل لتزويد الجيش الأوكراني بدبابات قتالية خفيفة، فإن ذلك لم يبدُ كافياً لتعويض حكومة زيلينسكي، عن «ليوبارد 2»، التي يجمع الخبراء العسكريون، على أنها تتمتع بمميزات عديدة، في ساحة القتال. فهذا الطراز، الذي دخل ميدان الخدمة فعلياً في عام 1979 وخضع لعمليات تطوير مختلفة منذ ذلك الحين، يُعرف في الدوائر العسكرية الغربية، بأنه من بين أفضل طرز دبابات القتال الرئيسة في العالم بأسره، ومن بين أكثرها سهولة في الاستخدام في الوقت نفسه.
وإذا ما ضمت كييف ذلك الطراز إلى ترسانتها العسكرية، فسيصبح الأكثر تطوراً على الإطلاق، للدبابات التي يستخدمها الجيش الأوكراني، على ضوء أنه يفوق في قدراته، ما حصلت عليه حكومة زيلينسكي من قبل، من دول شرق أوروبا، من دبابات تعود في الأصل للحقبة السوفييتية.
فحتى النسخ الأقل تطوراً من «ليوبارد 2»، تحتوي على أجهزة رؤية بصرية حديثة، بما في ذلك تلك التي تعمل بأسلوب التصوير الحراري، وهو ما يُمَكِّن هذه الدبابات، من المشاركة بكفاءة في المعارك ليلاً ونهاراً. ويُضاف إلى ذلك، معدات لتحديد المسافات بأشعة الليزر، ما يزيد من دقة طاقمها، في رصد الأهداف وملاحقتها وتدميرها. وبالرغم من وزن تلك الدبابة ألمانية الصنع الذي يصل، وفقاً لمُصنعيها، إلى 55 طناً تقريباً، فإنها صُمِمَت على نحو يسمح لها بخفة الحركة، والتحرك بسرعة، تبلغ في أقصى حد لها، قرابة 44 ميلاً في الساعة (أكثر من 70 كم/ساعة). وبحسب خبراء تحدثوا لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، يضمن تصميم «ليوبارد 2»، حماية أكبر لأفراد طاقمها. فقد تم اختيار موقع تخزين الذخيرة فيها، مثلاً، على نحو جعله بعيداً عن مكان تشغيل الدبابة. ويقول الخبراء، إن ذلك يحمي الطاقم، من الانفجارات المدمرة، الناجمة عن أي حادث عرضي متعلق بالذخيرة، أو استهدافها بهجوم من الخارج، مثلما يحدث في دبابات «تي 72» روسية الصنع، في بعض الأحيان.
فضلاً عن ذلك، يتم تشغيل تلك الدبابات، بمحركات تعمل بوقود الديزل، بما يجعل من اليسير نسبياً على الأوكرانيين، إعادة تزويدها بالوقود، ويمنحها أيضاً القدرة على قطع مسافة، قد تصل إلى 210 أميال تقريباً (ما يزيد على 335 كيلومتراً)، قبل أن تحتاج لوقود جديد.
كما أن الذخيرة المستخدمة لتلقيم مدافع «ليوبارد 2»، التي يبلغ عيارها 120 ملليمتراً، هي نفسها المُستعملة من جانب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويقول الخبراء العسكريون، إن المنافس الوحيد لـ «ليوبارد 2»، في ما يتعلق بطرز دبابات القتال الرئيسة، يتمثل في طراز «إم 1 أبرامز» الأميركي الصنع، الذي دخل الخدمة عام 1980.