الخرطوم (الاتحاد)

تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان بأن تصبح قوات الجيش تحت قيادة البلاد المدنية «يوماً ما»، مشدداً على عدم السماح لأي كان بتفكيك القوات المسلحة، ومؤكداً ضرورة احترام سيادة الخرطوم، وعدم السعي إلى فرض إملاءات عليها. جاء ذلك في خطاب جماهيري بثه التلفزيون الرسمي، بمناسبة مهرجان الرماية العام الـ57 بولاية النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد. وقال البرهان: «نحذر السياسيين من الحديث في شؤون الجيش، وعليهم العمل على إصلاح أحزابهم». وتابع: «نريد قوات مسلحة خالية من الإخوان وداعمة للتحول الديمقراطي». وأشار البرهان إلى أن «الاتفاق الإطاري» يتوقع أن يخرج البلاد من أزمتها السياسية.
 وفي 5 ديسمبر 2022، وقع الجيش السوداني مع قوى مدنية بقيادة ائتلاف «الحرية والتغيير» اتفاقاً إطارياً لإنهاء الأزمة بالبلاد، بينما انطلقت الأسبوع الماضي عملية سياسية لإنهاء الخلاف على نقاط عالقة.
وتشمل العملية السياسية الجارية بالسودان للتوصل لاتفاق نهائي على 5 قضايا عالقة، هي: «العدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري، مراجعة اتفاق السلام، تفكيك نظام 30 يونيو 1989 (نظام الرئيس المعزول عمر البشير)، وقضية شرقي السودان».
وفي خطابه جنوب شرقي البلاد، أوضح البرهان أن «القوات المسلحة ستظل حارسة للبلاد وموحدة من أجل توحيد السودان»، مؤكداً أن «القوات المسلحة ستظل تدعم التوجه الديمقراطي». ولدى حديثه عن التعامل مع القوى الدولية والإقليمية، قال البرهان: «لن تملي علينا أي جهة ما ينبغي علينا القيام به»، مشددا على وجود «خطوط حمراء غير مسموح بتخطيها».  وأعرب البرهان عن شكره لجمهورية جنوب السودان، بالنظر إلى استضافتها عدداً كبيراً من نازحي إقليم النيل الأزرق، خلال الفترة الماضية، كما شكر دول جوار أخرى من بينها مصر وإثيوبيا وتشاد.
وانتقد البرهان ما اعتبرها اتهامات غير موضوعية للجيش السوداني بـ«تجنيد مرتزقة» لزعزعة استقرار بعض دول الجوار، مشدداً على أن «ذلك ليس من شيم القوات المسلحة».
ومن المقرر أن يشهد البرهان توقيع وثيقة صلح بين مكونات النيل الأزرق ومجتمع «الهوسا»، وأن يترأس الاجتماع المشترك لمجلسي الوزراء الاتحادي والإقليمي، ثم يتوجه لمدينة أولو المقر الرئيسي للحركة الشعبية شمال للوقوف على الترتيبات الأمنية.
وكانت أحداث العنف في الولاية بدأت على خلفية صراع على الإدارة الأهلية بين قبيلة «الهوسا» وقبائل النيل الأزرق، في يوليو الماضي، قتل خلالها نحو 30 شخصاً، قبل أن تتجدد في سبتمبر ويقتل فيها العشرات، ثم تحولت لأكثر دموية في أكتوبر الماضي.