أحمد شعبان (القاهرة)

حذر خبراء في الشؤون الأفريقية والحركات الإرهابية من تزايد انتشار العمليات الإرهابية في قارة أفريقيا، والذي تمارسه بعض التنظيمات وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«القاعدة»، وما يتفرع عنهما من جماعات مثل «بوكو حرام» النيجيرية و«الشباب» الصومالية.
وأشار السفير الدكتور صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي، إلى انتشار الإرهاب في كثير من المناطق بالقارة الأفريقية، وخاصة منطقة الساحل والقرن الأفريقي، مشيراً إلى أن هذه المنطقة تتكون من 5 دول بها قواعد وأنشطة لمنظمات إرهابية منها «بوكو حرام وداعش والقاعدة، والشباب»، وتتزايد الأنشطة الإرهابية في هذه المناطق بسبب التعاون الوثيق بينها.
وأوضح الدكتور صلاح حليمة في تصريح لـ«الاتحاد» أن مكافحة الإرهاب في القارة السمراء تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً، ومواجهة عسكرية وأمنية وفكرية وتجفيف منابع تمويله، مع ضرورة أن تكون هناك تنمية حقيقية لمواجهة الفقر الذي يعد أرضاً خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة.
وثمن حليمة الدور الكبير الذي تقوم به بعض الدول لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، مشيراً إلى أن هناك محاولات لإنشاء قوات إقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل من خلال مجموعة الـ15 «الإيكواس» في غرب أفريقيا لتزايد نشاط الإرهابيين في هذه المنطقة.
ولفت إلى أن المجاعات والتصحر ونقص المياه في القارة الأفريقية أدت إلى مشاكل إنسانية فاقمت من خطر الإرهاب، وهيأ المناخ لنشر الأفكار المتطرفة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك نوع من الدعم والمساندة للتخلص من هذه الأزمات، ليس فقط بالمساعدات المادية ولكن بالتنمية والإنتاج وتشغيل العناصر البشرية.
من جانبه، اعتبر منير أديب الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أنه بعد إعلان سقوط «داعش» في عام 2019 في مدينة الرقة السورية والموصل العراقية، أخذ التنظيم يبحث عن إقامة دولته من جديد في أفريقيا نتيجة للظروف الصعبة، بجانب حرية التنقل بين عواصمها ومدنها، وبالتالي أصبحت الفرصة متاحة لانتشار التنظيمات الإرهابية.
وأضاف المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة لـ«الاتحاد» أن المخاوف التي أعلنت عنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وأميركا من عودة التنظيم من جديد في أفريقيا، حقيقية، وعلى المجتمع الدولي الذي نجح في إسقاط التنظيم في الشرق الأوسط أن يعمل على تقوية الاتحاد الأفريقي ودعم جهوه في مواجهة التنظيمات المتطرفة.
وشدد أديب على ضرورة دعم الأنظمة السياسية في أفريقيا بحيث تكون قادرة على مواجهة التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن الدعم المادي الذي تستطيع من خلاله الدول مواجهة التحديات، والسيطرة على حالة الفوضى، وبحيث لا تكون أفريقيا ملاذاً للتنظيمات المتطرفة التي تبحث عن البيئة التي تحتضنها.
ونوه إلى أن تنظيمي «داعش والقاعدة» يتنافسان على تصدر المشهد الإرهابي، لذلك فإن المجتمع الدولي مطالب بمواجهة خطر التنظيمين اللذين يتواجدان بصورة كبيرة في بعض المناطق الأفريقية، حتى يتم القضاء عليهما بشكل فاعل.