عبدالله أبوضيف (القاهرة)

استغلت أحزاب اليمين في أرجاء القارة الأوروبية أزمة الطاقة الحالية، خاصة مع أجواء الشتاء الباردة، حيث تسعى لتقديم رسالة سياسية بأن اليسار «الحاكم» في معظم الدول سبب رئيس في الأزمة، على أمل الفوز في الانتخابات المقبلة، مع اشتداد أزمة الغاز الذي تحاول الحكومات الحالية تعويضه بعد توقف روسيا عن تصدير الغاز بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وقال الدكتور وليد الجوليدي أستاذ العلوم السياسية في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن أصوات الاحتجاج في أوروبا تبدو عالية جداً، مع اقتراب العام الجديد واشتداد موجات البرد، فيستعد اليمين الآن بشكل كبير في مختلف أنحاء القارة مستغلاً الظرف خاصة مع السياسات العميقة التي أصبحت مشتتة، إذ إنه حالياً في فرنسا لا يمكن لماكرون أن يتحكم في البرلمان، وهكذا إيطاليا.
في سياق متصل، قال خالد سعد زغلول مستشار منظمة الصحافة الدولية بباريس: إن الأوضاع الاقتصادية الأوروبية تدهورت بسبب أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار جراء الأزمة الروسية الأوكرانية وفشل الحكومات المختلفة في إنهائها واحتواء تداعياتها.
وأوضح زغلول في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تعمق الفجوات الاجتماعية والبطالة، قد يعجل بفوز التيارات الشعبوية في الانتخابات المقبلة، فهناك تصاعد ملحوظ في أسهم الأحزاب «اليمينية» خلال السنوات الماضية ووصول بعضها إلى السلطة في السويد وإسبانيا وبولندا والمجر، وأخيراً  فوز زعيمة حزب «إخوة إيطاليا» جورجيا ميلوني برئاسة الحكومة، وكادت تصل إليها في فرنسا وألمانيا.
وعلى سبيل المثال في فرنسا كادت مارين لوبن زعيمة حزب التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقاً) أن تفوز مرتين بعرش قصر الإليزيه في مواجهة إيمانويل ماكرون في انتخابات 2017 و2022 لولا تحالف أحزاب اليمين الديجولي (المحافظ) واليسار لسد الطريق على تقدمها. 
وأوضح مستشار منظمة الصحافة الدولية أنه في حال فوز هذه الأحزاب فهذا يعني نهاية الحلم الأوروبي وتفكك الاتحاد الذي يجمع 27 دولة ويمثل أقوى اقتصاد في العالم، حيث تأمل الأحزاب اليمينية المتشددة من الانسلاخ من التحالفات والخروج من الأحلاف السياسية والاقتصادية والعسكرية والانشغال بنفسها تماماً، كما فعلت بريطانيا بالخروج من الاتحاد وهذا سيضيع على الأوروبيين فرصة تشكل قطب عالمي متكامل ومظلة اقتصادية قوية تقي شعوبهم مخاطر الإفلاس، فلولا الاتحاد الأوروبي لضاعت اليونان والبرتغال وإيطاليا وأشهرت إفلاسها.