بيروت (الاتحاد وكالات)

أكدت الحكومة اللبنانية أن أي اعتداء على قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» لن يمر دون حساب، وذلك بعد ساعات من مقتل جندي إيرلندي وإصابة ثلاثة آخرين بإطلاق رصاص من مجهولين في جنوب البلاد.
وقُتل عنصر إيرلندي من «اليونيفيل» وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء حادثة تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرعة كانوا على متنها في جنوب البلاد، وفق ما أفادت البعثة الأممية ودبلن ومصدر قضائي لبناني أمس.
وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لـ«اليونيفيل» ومناصري ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.
وأوردت القوة الدولية في بيان أمس: «قُتل جندي حفظ سلام الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادثة وقعت في العاقبية، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان».
والضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية، وفق ما أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني. 
وذكر الجيش الإيرلندي أن أحد الجنود خضع لجراحة وهو في حالة حرجة.
ولم تحدّد «اليونيفيل» في بيانها ما جرى بالتحديد، مكتفية بالقول «حتى الآن، التفاصيل حول الحادثة متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط».
وأفاد مصدر قضائي بأن الآلية أصيبت بـ7 طلقات من رشاش حربي، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وفي وقت لاحق، أورد الجيش الإيرلندي على تويتر أن قافلة، ضمت عربتين مدرعتين وعلى متنهما 8 أفراد، تعرضت بينما كانت متوجهة إلى بيروت «لنيران من أسلحة خفيفة».
وهذه أول مرة يقتل فيها جندي من «اليونيفيل» في لبنان منذ يناير 2015، حين قضى جندي إسباني بنيران إسرائيلية إثر عملية نفذت في منطقة حدودية داخل الأراضي الإسرائيلية، تلاها قصف إسرائيلي على لبنان.
وندّد مسؤولون لبنانيون بما جرى، حيث قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إن التعدي على عناصر قوات حفظ السلام لن يمر دون محاسبة، مضيفاً أن الحفاظ على سلامتهم واجب انطلاقاً من أهمية تطبيق القرارات الدولية.
بدوره، أبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أسفه لما جرى، مشدداً على ضرورة إجراء السلطات التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً.
كما قالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها «تتابع باهتمام كبير مع كل السلطات اللبنانية المعنية واليونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكن من محاسبة المسؤولين عنه».
وعبرت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة في تغريدة نشرتها عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر عن تعازيها بمقتل الجندي الإيرلندي في قوة «اليونيفيل».
وأدانت مصر وفرنسا الحادث، داعيتين إلى إجراء تحقيق من دون أي تأخير أو عرقلة لكشف ملابسات الحادث. وقوة «اليونيفيل» موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو 10 آلاف جندي وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان، وجدّد مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس تفويضه لها لسنة واحدة. 
وتعدّ هذه الحادثة الأبرز في جنوب لبنان خلال السنوات الأخيرة، وتأتي في خضم أزمتين سياسية واقتصادية يشهدهما لبنان، الذي فشل برلمانه أمس، للمرة العاشرة على التوالي، في انتخاب رئيس للبلاد.