نيويورك (الاتحاد)

أكدت الإمارات أهمية تكثيف الجهود لمواجهة أعمال العنف في جنوب السودان ومُعالجَة أسبابها الجذرية عبر تعزيز الحوار والتعايش السلمي، داعية إلى إجراء الإصلاحات الأمنية الضرورية، وبما يعالج التحديات الأمنية المُلحة في البلاد، مع ضرورة ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة.
وأعربت الإمارات في بيان أدلت به أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة بشأن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) أمس، عن بالغ قلقها إزاء استمرار أعمال العنف – من جرائم اغتصابٍ وخطفٍ وقتلٍ للمدنيين – في جنوب السودان لا سيّما في ولاية أعالي النيل والتي أجبرت الآلاف منهم على الفرار من منازلهم، مُعرضين حياتهم للمخاطر ولظروفٍ أشد قسوة، داعياً إلى تكثيف الجهود لمواجهة هذه الوقائع ومُعالجَة أسبابها الجذرية عبر تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات. 
وقال البيان: «مع التقدم المحرز في تخريج القوات الموّحدة اللازمة، نتطلع إلى الخطوات المقبلة بشأن نشرها، ونؤكد على أهمية البناء على هذه الجهود، بما في ذلك إجراء الإصلاحات الأمنية الضرورية، وبما يعالج التحديات الأمنية المُلحة في البلاد، مع ضرورة ضمان المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة أثناء العمل على تنفيذ الاتفاق المعاد تنشيطه».
وطالب البيان بضرورة مُضاعفة الجهود لتسريع وتيرة تنفيذ المهام المُدرَجَة على الجدول الزمني لخارطة الطريق، مشيراً إلى أن نجاح الاتفاق المعاد تنشيطه في تحقيق السلام المستدام والنمو الاقتصادي يَعتمد على رَدع العنف بين المجتمعات وإكمال الترتيبات الأمنية، بالإضافة إلى تنفيذ بقية الإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة.
كما أكد ضرورة أن يبني جنوب السودان على المكتسبات الأخيرة منوهاً إلى اعتماد مشروع قانون وضع عملية الدستور وإحراز المزيد من التقدم في هذا الجانب، مع مواصلة توطيد التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية في إيجاد الآليات المناسبة لتحقيق الغايات المرجوة. 
واتفق بيان الدولة مع ما ذكرته الدول الأفريقية الثلاث حول القرار الصادر عن الإيغاد لإجراء زيارة وزارية مشتركة إلى جنوب السودان، وعقد اجتماعات وزارية نصف سنوية لاستعراض التقدم المُحرز بشأن الاتفاق المعاد تنشيطه، لأن مثل هذا الانخراط السياسي، من قبل المنطقة، وعلى مستوى رفيع، يعد ضرورياً، ويأتي في وقته المناسب لدعم البلاد في جهودها لتنفيذ هذا الاتفاق.
وأكدت أميرة الحفيتي خلال بيان الدولة أهمية مواصلة بَحث السُبُل لمُعالجَة الأوضاع الإنسانية المتفاقِمة في البلاد، خاصة مع ارتفاع مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن حوالي ثُلثَيّ سكان البلاد سيعانون من الجوع الشديد في العام القادم، وهو أمرٌ مقلق للغاية.
وأشار البيان إلى أن المبادرة التي اقترحتها بعثة «أونميس» لنزع السلاح في نهر النيل سيكون لها دورٌ بالغ الأهمية في مُعالجَة هذه الأوضاع، مضيفاً أن إنشاء ممر إنساني من شأنه أن يسهل نقل السلع ويوفر الخدمات المنقذة للحياة على مدار العام، مشدداً على أهمية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.  وفي سياق متصل، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، إن أعمال عنف وقعت في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان حصدت أرواح 166 مدنياً وشردت أكثر من 20 ألفاً منذ أغسطس وسط تصاعد الاشتباكات بين الجماعات المسلحة.