نيويورك (أبوظبي)
طالبت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس بنهج شامل لتعزيز العمل المشترك بوسط أفريقيا من خلال تعزيز التعاون والتنسيق على الصُعد كافة، لا سيما بين الدول المتجاورة، مع أهمية مواصلة الدبلوماسية الوقائية لمعالجة النزاعات بالطرق السلمية مشيرة إلى ضرورة وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق واستثمار الوقت والموارد لوضع حلول لتحديات تغير المناخ.
وقالت الإمارات في بيان أدلت به غسق شاهين مندوبة البعثة الدائمة للدولة أمام مجلس الأمن بشأن التقرير نصف السنوي للأمين العام حول مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا: «تواجه وسط أفريقيا العديد من التحديات التي تتطلب مواظبة العمل على التصدي لها ومعالجة أسبابها الجذرية، وفي مقدمتها انعدام الأمن في ظل استمرار الجريمة المنظمة العابرة للحدود وانتشار التطرف والإرهاب، مشيرة إلى الحالة الإنسانية المتردية التي تتفاقم جراء تغير المناخ وما يرافقه من تداعيات».
وطالب البيان بضرورة بلورة نهج شامل يتيح تعزيز التعاون والتنسيق على الأصعدة كافة لا سيما بين الدول المتجاورة، وكذلك بينها وبين الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية ودون الإقليمية، مضيفاً أنه لا يمكن إغفال الدور المهم لهذه الجهات في إيجاد حلول عملية وفعالة، لما تمتلكه من خبرات وأدوات يجعلها أهلاً لهذه المهمة.
وأضاف البيان فيما يتعلق بالتحديات الأمنية المعقدة في المنطقة: «إن الجهود متعددة الأطراف أسهمت في خفض حوادث القرصنة في خليج غينيا مؤخراً، لافتاً إلى أنه لا تزال هناك العديد من الجوانب التي تتطلب اهتماماً خاصاً، ومنها استمرار التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية والمسلحة على الأمن والاستقرار الإقليميين، لا سيما الهجمات التي تشنها جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في بحيرة تشاد وغيرها من المناطق.
وأبرز أهمية الاجتماعات المشتركة بين المبعوثين الخاصين والأطراف المعنية في المنطقة، لا سيما الاجتماع الذي انعقد في نيروبي أكتوبر الماضي، لمناقشة تهديدات الإرهاب والتطرف في منطقة البحيرات الكبرى، حيث تعد أمثلة هامة لتعزيز التعاون بين المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة لدعم الجهود المحلية وبناء قدرات الدول في المنطقة، منوها إلى أهمية القمة المزمع عقدها حول الأمن البحري في مطلع العام المقبل والتي ذكرها الممثل الخاص.
كما أشار البيان الى ضرورة تعزيز مشاركة المرأة وتمكين الشباب، نظراً لدورهم الحيوي في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار المستدام في وسط أفريقيا يتطلب مواصلة التركيز على الدبلوماسية الوقائية والحوار السياسي الشامل، لمعالجة النزاعات بالطرق السلمية والحيلولة من دون نشوبها في المقام الأول، إلى جانب السعي لتعزيز التماسك الاجتماعي في المنطقة.
وأكد أهمية تقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة والسماح بوصولها من دون عوائق، إلى جانب توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، إذ يوجد نحو 13 مليون شخص في موضع اهتمام مفوضية شؤون اللاجئين، منهم ما يزيد على 7.5 مليون نازح داخلي بحاجة إلى تلقي مساعدات إنسانية عاجلة، ويتواجد أكثر من نصفهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وطالب البيان بأهمية الاهتمام بتداعيات تغير المناخ وانعكاسها على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة، حيث تؤثر الأمطار الغزيرة والفيضانات والتصحر على السكان وتلحق أضراراً بممتلكاتهم وتزيد كذلك من التوترات والنزاعات، داعياً إلى تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمام تغير المناخ، بما في ذلك في حوض بحيرة تشاد وحوض الكونغو، الأمر الذي يتطلب استثمار المزيد من الوقت والموارد لوضع حلول فعالة ومستدامة للتحديات المرتبطة بتغير المناخ.
وفي الختام أثنى البيان على جهود مكتب «أونوكا» في دعم الجهات الفاعلة الأفريقية ودونها التي تواصل توسيع نطاق فهمها للصلات القائمة بين تغير المناخ والسلام والأمن في المنطقة.