أحمد عاطف (القاهرة) لا يتوقف رصد الأحداث وتوثيق التاريخ عند كتابته من شهود الوقائع أو المؤرخين المتخصصين، إنما هناك طرق أخرى في مقدمتها الفنون، كما يفعل المصري أحمد الفايد، حيث يجسّد الأحداث من خلال مجسمات لمظاهر الحياة بالقاهرة في سبعينيات القرن الماضي، معتمداً على ذاكرته البصرية وبقايا المباني التراثية.
الفايد يستغل خبرته كأستاذ بكلية الفنون الجميلة ودراسته لفنون الديكور والتصميم في تنفيذ مجسمات لمباني القاهرة القديمة والمشهورة بطرازها المعماري المتميز والمتنوع، والمحال التجارية في تلك الحقبة بلوحاتها التقليدية المكتوبة بخط اليد، مستغرقاً نحو 7 سنوات لإنجاز العمل.
وقال أستاذ الفنون لـ«الاتحاد»: إن فن «الماكيت» قوي لأنه يجمع الفنون ويدمجها، وكون تنفيذ هذا الفن يستلزم دراسة الرسم والعمارة والنسب والتصميم، ويحتاج لتقنيات متنوعة مثل القطع والطباعة.
وأضاف: «أحببت الرسم والمجسمات منذ طفولتي مثل بقية الأطفال، لكن وجود الموهبة والعمل على تطويرها وصل بي إلى هذا المستوى، وعندما كبرت أردت أن استعيد ذكريات الطفولة على طريقتي الخاصة، لهذا جسّمت القاهرة التي كنت أعيش فيها بشكل مصغّر، وأردت أيضا أن أذكّر من يرى المجسمات بروعة المعمار في تلك الفترة».
أما عن اختياره فترة السبعينيات فأوضح أنها كانت فترة طفولته وبها تكوّنت ذاكرته البصرية، وحُفرت تفاصيل الحياة اليومية في مخيلته، فكان يشاهد اللافتات السينمائية اليدوية، وإعلانات الجدران وأشكال الأرصفة وألوانها، والمساجد التاريخية بمناطق مصر القديمة وأبراج الحمام المبنية بالأخشاب فوق الأسطح.
ويركّز الفايد في مجسماته على السيارات بأشكالها وأنواعها المختلفة، والمعدات الثقيلة التي كانت تعمل في تعبيد ورصف الشوارع حينها، ليوثق جانباً مهماً من الحياة اليومية في ذلك الوقت بعد أن اختفى بمرور السنين.
صانع المجسمات لا يضع حدوداً في اختيار المواد المستخدمة في الصناعة بل يسخّر مواد متنوعة، مثل الخشب والكرتون والورق وكسور الصخور وأي مادة تساعد على خروج الشكل النهائي بأفضل صورة.