أحمد شعبان (مقديشو، القاهرة)
يشهد الصومال تدهوراً كبيراً في الأوضاع الإنسانية نتيجة المجاعة والجفاف، بالإضافة إلى تصاعد الجرائم الإرهابية في ظل استمرار العمليات التي تقوم بها حركة «الشباب» التابعة لتنظيم «القاعدة»، مما فاقم من معاناة الشعب الصومالي الذي يعيش أوضاعاً سيئة منذ سنوات.
وكان الصومال قد تعرض الأسبوع الماضي لموجة جديدة من الاغتيالات في العاصمة مقديشو، نفذتها حركة «الشباب» حيث قتل 5 أشخاص من بينهم داعية وزعيم عشائري بارزان، وجنرال سابق في الجيش، وشخصان آخران يعملان في قطاع النقل البري.
وتأتي موجة الاغتيالات وسط مخاوف متصاعدة من توسعها لتشمل أهدافاً مدنية وحكومية، وعمليات كرّ وفرّ بين الجيش والحركة، حيث تمكنت وحدات من الجيش من القضاء على 200 عنصر إرهابي بمحافظتي «هيرشبيلي وجلمدج» جنوب ووسط البلاد.
وقالت الدكتورة أماني الطويل، مستشارة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة والخبيرة في الشؤون الأفريقية: إن الصومال يعاني من هشاشة الأوضاع السياسية والاجتماعية، بسبب الإرهاب والمجاعة منذ فترة طويلة.
وأكدت الدكتورة أماني الطويل في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الصومال يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لمواجهة حركة «الشباب» الإرهابية، في إطار خطة مُحكمة لأن الصومال من الدول المرشحة لصعود حركة «الشباب» وتزايد خطورتها.
وشددت الخبيرة في الشؤون الأفريقية على ضرورة مساندة الصومال اقتصادياً ولوجستياً والتعامل مع تنظيم «الشباب» ليس فقط أمنياً، ولكن ثقافياً وتعليمياً وإعلامياً، حتى لا يتم جذب أعضاء جدد للتنظيم والتوسع في قدراته، وإحكام السيطرة على المنافذ لحرمانه من التسلح.
وشددت الدكتورة الطويل على ضرورة حفظ الأمن في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وحذرت من أن التصحر والاحترار والجفاف الذي يصيب الصومال تزيد الأوضاع سوءاً، وتعتبر أحد المهددات الأمنية والإنسانية، مشيرةً إلى سيطرة «الشباب» على الموارد المائية واستخدامها ضمن أسلحتها ضد السكان والحكومة.
وأطلقت الأمم المتحدة مؤخراً تحذيراً من خطر حدوث مجاعة كبرى في الصومال، مؤكدةً أن عملية توزيع المساعدات الإنسانية تسمح للصومال بتفادي كارثة جديدة قد تكون أسوأ من المجاعة التي حدثت عام 2011، وأودت بحياة 260 ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة.
من جانبه، اعتبر السفير صلاح حليمة، نائب المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن محاربة حركة «الشباب» الإرهابية أمنياً وعسكرياً وفكرياً، من أولويات الرئيس حسن شيخ محمود، مشيراً إلى أن ما يحدث من اغتيالات هو رد فعل نتيجة النشاط المتزايد للجيش الصومالي.
وأشار السفير حليمة في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أهمية التعويل على الدور العربي في دعم ومساندة الصومال، منوهاً إلى الدور العربي في دعم الصومال لمواجهة الإرهاب والأوضاع الإنسانية المتردية، والعمل على تحسينها ودعم جهود التنمية عبر تقديم المساعدات الإنسانية.