عبدالله أبوضيف (واشنطن، القاهرة)

صعود أسماء وخفوت أخرى، بعد انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، يعد أمراً طبيعياً خاصة مع تقارب النتائج وعدم تمكن الجمهوريين من تحقيق نجاح كبير «المد الأحمر» في الانتخابات التي ارتفعت فيها التوقعات بتراجع الحزب الديمقراطي إثر سياسات خاصة بالرئيس جو بايدن تسببت في تراجع شعبيته بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة التي سبقت الانتخابات النصفية.
في هذا الشأن ترى هديل عويس المحللة السياسية الأميركية أن الانتخابات النصفية لها تأثير على اختيارات الناخبين في انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث أصبح بايدن مرشحاً مضموناً للحزب الديمقراطي في حال رغب في الترشح من جديد وسمحت حالته الصحية بذلك.
وأوضحت عويس أن دونالد ترامب قد أعلن بالفعل ترشحه، لكنه يواجه أزمة حقيقية في الانتخابات المقبلة خاصة مع هزيمة أغلب المرشحين الذين دعمهم في التجديد النصفي في الكونغرس الأميركي، إلى جانب رفض كثير من الناخبين فكرة تشكيكه في نتائج الانتخابات، كل هذه مؤشرات تؤثر على اختيار الحزب الجمهوري لمرشحه خاصة مع عدم رغبته في خسارة الانتخابات الثالثة على التوالي. وأكدت المحللة السياسية الأميركية أن نتائج الانتخابات الحالية ستؤدي إلى مزيد من التأجيل في إعلان أسماء مرشحي الرئاسة المقبلة والتي من المتوقع أن تكون حاشدة ومهمة منذ فترة التمهيد للمرشحين من الحزبين.
وحسم الحزب الجمهوري أغلبية مجلس النواب لصالحه، إلا أنها أغلبية لا تمكنه من تمرير القوانين أو القرارات نظراً للفارق الضئيل عن الحزب الديمقراطي الذي سيفقد رئاسة المجلس والذي ترأسته نانسي بيلوسي خلال الفترة الماضية، فيما دفع الحزب الجمهوري بالقيادي كيفن مكارثي لرئاسة المجلس للعامين المقبلين، أما في مجلس الشيوخ، فقد نجح الديمقراطيون في الاحتفاظ بالأغلبية.
وقال المحلل السياسي في الشؤون الأميركية عاهد الهندي لـ«الاتحاد»، إنه على الرغم من فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس النواب، إلا أن ذلك بفرق 8 مقاعد ما يعني أنه الأغلبية الدنيا بحوالي 218 مقعداً، مشيراً إلى أن أقل توقعات الجمهوريين كانت تتخطى هذه النسب في التجديد النصفي خاصة مع تراجع شعبية بايدن بين الأميركيين. وتوقع الهندي أن يقوم الحزب الجمهوري بدراسة الموقف بشكل كامل بعد هذه الانتخابات في الوقت الذي يواجه ترامب موجة من فقدان الثقة بسبب مواقفه في الانتخابات الأخيرة وهزيمة المرشحين الذين دعمهم فيما فاز مرشحون آخرون من الحزب الجمهوري أعلنوا صراحة رفضهم لترشحه.