أسماء الحسيني (الخرطوم)

أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان أن الجيش يريد توافقاً وحكومة مدنية يحرسها، نافياً وجود تسوية سياسية ثنائية بين الجيش والمدنيين. جاء ذلك خلال خطاب ألقاه البرهان، أمس، في «قاعدة المرخيات العسكرية» بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وقال البرهان: «لا توجد تسوية سياسية ثنائية، الجيش استلم ورقة سياسية وأجرى عليها ملاحظاته لكي تحفظ له قوته ووحدته وكرامته».
وتابع: «الجيش يريد توافقاً وحكومة مدنية يحرسها بعيداً عن المحاصصة الحزبية». والخميس، أعلنت «الآلية الثلاثية» عن التوصل إلى تفاهمات أساسية بين الجيش والمدنيين.
وبشأن التوتر مع إثيوبيا، قال البرهان: «نسعى لتسوية مشاكلنا مع إثيوبيا سواء الحدودية أو سد النهضة، ونسير بخطى جيدة ونسعى للتوافق مع جيراننا». وأضاف: «علاقاتنا مع دول الجوار متزنة ولا يشوبها أي توتر».
واعتبر محللون سياسيون أن تصريحات البرهان تعتبر تحذيراً لـ«الإخوان» والقوى السياسية الأخرى من مغبة التدخل في شؤون الجيش.
وقال الكاتب الصحفي السوداني طارق شريف في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن «خطاب البرهان حمل رسائل ذكية، حاول نفي الشائعات عن التسوية الثنائية وتحدث عن اتفاق مع قوى الحرية والتغيير مع عدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة التي من المفترض أن تكون حكومة مستقلين، وهنا وضع البرهان النقاط على حروف التسوية التي كثر الحديث حولها، والرسالة هنا أيضاً للمجتمع الدولي بضرورة عدم السماح لأي طرف بفرض أجندته على الحكومة المقبلة». وأضاف: «اتضح جلياً في الخطاب أن البرهان
يراهن على الجيش وقوته، ويريد أن يبعث رسالة يطمئن فيها الجيش من أي تفكك يطاله وأن أي إصلاح للمؤسسة العسكرية سيكون على خطوات ولن يسمح للمدنيين بالعبث بالجيش».
وأردف الكاتب الصحفي السوداني: «في الخطاب بدأ البرهان يتحدث بثقة أكبر بين جنوده، واضح أنه يتكئ على دعم من الجيش، وفي الوقت نفسه يحاول ألا يثير في خطاباته ما يعكر صفو المجتمع الدولي ولا يميل للغة التحدي والإثارة ويتحدث حديث رجل الدولة والقائد ويركز على القضايا الجوهرية، وهو في كل مرة يقدم رسائل للداخل والخارج، ومن الملاحظات أيضا أن البرهان لم ينس شباب الثورة وغازلهم بحديث أكد أنه في صفهم وأنه يعمل من أجل البلد وهو لا ينتمي لأي تيار سياسي وولاؤه للعسكرية».
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عبد الباقي جبارة لـ«الاتحاد»: إن البرهان أكد على رسالته لـ«الإخوان»، ووجه نفس الرسالة للقوى الأخرى الرافضة للتسوية التي تجري حالياً.
وأضاف جبارة أن «الشارع السوداني المؤيد للثورة والمجتمع الدولي ما زالا متشككين في إبعاد الإسلاميين، ويريدان خطوات عملية على هذا الصعيد، وسط مخاوف من مزيد من خلط الأوراق».
ومن جانبه، قال المحلل السياسي السوداني محمد جمال قندول لـ«الاتحاد»: إن «البرهان أكد عدم وجود تسوية ثنائية ولكن هنالك تفاهمات مع قوى سياسية، وأشار في فحوى خطابه إلى اعتمادهم لوثيقة المحاميين كمرتكز للحل السياسي، وجدد تحذيراته للقوى السياسية بالابتعاد عن الجيش».