أجرى مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة محادثات مع مسؤولين روس، اليوم الجمعة، بشأن اتفاقي البحر الأسود لتصدير الحبوب والأسمدة قبل ثمانية أيام من تاريخ انتهاء سريان أحدهما.
والتقى رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث ورئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا غرينسبان، وفدا رفيع المستوى من موسكو برئاسة سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي.
جرت المحادثات خلف أبواب مغلقة في مقر الأمم المتحدة في جنيف واختتمت بعد الظهر.
ولم يصدر أي بيان إثر الاجتماع.
كانت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي قد قالت للصحافيين بعيد بدء الاجتماع "من المأمول أن تعزز المناقشات التقدم المحرز في تسهيل التصدير بدون عوائق للأغذية والأسمدة من روسيا الاتحادية إلى الأسواق العالمية".
- تصدير 10,2 مليون طن
أبرم الاتفاقان بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في 22 يوليو الماضي. يتيح الأول تصدير الحبوب الأوكرانية، بينما يتعلق الثاني بتصدير الأغذية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو عقب الأزمة الأوكرانية.
يسري اتفاق الحبوب الأوكرانية لمدة 120 يوماً وينتهي في 19 نوفمبر الجاري، وتسعى الأمم المتحدة لتمديده عاماً واحداً.
لكن موسكو لم تكشف بعد ما إذا كانت ستوافق على التمديد بعد أن انتقدت عدم احترام الاتفاق الثاني الخاص بإعفاء صادراتها من الأسمدة من العقوبات والذي يمتد ثلاث سنوات.
أوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب في العالم، وقد حالت الأزمة من دون تصدير 20 مليون طن من الحبوب ظلت عالقة في موانئها إلى أن أبرم اتفاق الممر الآمن.
وتم حتى أمس الخميس تصدير 10,2 مليون طن من الحبوب ومواد غذائية أخرى من أوكرانيا بموجب الاتفاق، ما خفف المخاوف بشأن تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية.
- تداعيات "خطيرة للغاية"
من جهتها، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من تداعيات قد تكون مقلقة للغاية على الأمن الغذائي العالمي إذا لم يمدّد الاتفاق.
وقال مدير قسم التجارة والأسواق في المنظمة بوبكر بن بلحسن "إننا نعتبرها مبادرة مهمة أدت إلى تحسين توافر الغذاء".
وأضاف، في تصريح للصحفيين عبر الفيديو من العاصمة الإيطالية روما حيث مقر الفاو "ومع ذلك، إذا وقع السيناريو الذي لا يريد أحد أن يراه وانتهى الاتفاق، أعتقد أن الوضع قد يكون صعبا جدا وقد تكون التداعيات خطيرة للغاية".
وأشار بن بلحسن خصوصا إلى الأمن الغذائي العالمي والأسعار وتوافر المواد الغذائية الأساسية.
ولفت المسؤول إلى أن الأسعار سترتفع على المدى القصير، خصوصا أسعار القمح والذرة وزيت بذور عباد الشمس، بينما سيتراجع توافر الحبوب في السوق العالمية.