عبدالله بو ضيف، وكالات (واشنطن، القاهرة)

تستمر عمليات فرز الأصوات في انتخابات التجديد النصفي الأميركية، مع تقدّم جمهوري في مجلس النواب، وما زالت نتائج ولايات نيفادا وأريزونا وجورجيا ستحسم من سيفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ، وبغض النظر عن نتائج الانتخابات، أعرب بايدن عن استعداده للعمل مع الجمهوريين، فيما اعتبر ترامب أن نتائج الانتخابات مرضية. وقال محللون لـ«الاتحاد»، إن نتائج الانتخابات حتى الآن تؤشر إلى أن الجمهوريين لم يحققوا النجاح الكبير والفارق عن الديمقراطيين كما كان متوقعاً. وحصل الجمهوريون على 49 مقعداً مقابل 48 للديمقراطيين في الشيوخ، ويحتاج كلا الحزبين إلى الظفر بمقعدين إضافيين على الأقل حتى يتمكن من الحصول على الأغلبية.وتحدد نتائج ولايات نيفادا وأريزونا وجورجيا من سيفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ، في حين ستجرى جولة ثانية من الانتخابات في جورجيا بعد فشل المرشحين الديمقراطي والجمهوري في تخطي حاجز 50%.
وعلى صعيد متصل، أظهرت آخر نتائج احتساب الأصوات في مقاطعتي ماريكوبا وبينا بولاية أريزونا تقدم السيناتور الديمقراطي مارك كيلي بنحو 95 ألف صوت على منافسه الجمهوري بليك ماسترز.
وفي ولاية نيفادا، التي لم تعلن النتائج فيها بعد، في ظل المنافسة على مقعد مجلس الشيوخ الذي يشغله الديمقراطيون، ومع مواصلة فرز الأصوات؛ قلصت السيناتورة الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو الفارق بينها وبين منافسها الجمهوري آدم لاكسالت إلى أقل من 20 ألف صوت، مع بقاء عشرات آلاف الأصوات من دون احتساب.
وأعرب كلا المرشحين عن الثقة بالفوز في الانتخابات التي ستكون حاسمة في تحديد السيطرة على مجلس الشيوخ. وخالفت النتائج التي حصل عليها الحزب الديمقراطي استطلاعات الرأي التي توقعت مداً جمهورياً كبيراً في الانتخابات النصفية.
وبرز ذلك جلياً في نتائج ولاية بنسلفانيا، مع نجاح المرشح الديمقراطي لعضوية مجلس الشيوخ جون فيترمان بالفوز على منافسه الجمهوري محمد أوز الذي حظي بدعم كبير من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأثار فوز الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا رون دي سانتيس الساحق على منافسه الديمقراطي في الانتخابات النصفية اهتماماً واسعاً في الولايات المتحدة، إذ يعزز هذا الفوز من نفوذ دي سانتيس داخل الحزب الجمهوري ومن وضعه منافساً محتملاً للرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة. ولم يستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن إمكانية احتفاظ حزبه بالأغلبية في مجلس النواب، رغم خسارة عدد من المقاعد.
وفي مؤتمر صحفي، أعرب بايدن عن استعداده للعمل مع الجمهوريين بغض النظر عن نتائج الانتخابات، قائلاً إنه متفائل بمستقبل الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، وإن أغلبية الشعب الأميركي تدعم برنامجه الاقتصادي. كما دعا بايدن إلى العمل -وفق الإجراءات الدستورية- على منع عودة سلفه دونالد ترامب إلى الرئاسة، مبدياً عزمه الترشح للرئاسة سنة 2024.
من جهته، نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب صحة التقارير التي أفادت بأنه غاضب من نتائج الانتخابات النصفية.
وأضاف، أنه يرى أن نتائج الانتخابات كانت جيدة، وأن كل من دعمهم أبلوا بلاء حسناً.
ورداً على سؤال عما إذا كانت النتائج الباهتة ستغير قراره بشأن خوضه السباق الرئاسي، أشار ترامب إلى أنه سيمضي قدماً في خططه.
وقال عهد الهندي المحلل السياسي في الشؤون الأميركية لـ«الاتحاد»: إنه من الواضح أنه سيكون هناك تفوق للجمهوريين ويحققون الأغلبية ولكن ليس بفارق كبير كما كان متوقعاً، مشيراً إلى أن الولايات المتأرجحة هي التي تحسم أمرها، مثلما حدث أثناء الانتخابات الرئاسية، مثل بنسلفانيا وفلوريدا والتي فاز فيهما الجمهوريون بعدما تمكنوا من تقوية أنفسهم.
وأشار الهندي إلى أنه كان هناك توقع كبير بفوز الجمهوريين بغرفة الشيوخ، والغرفة الدنيا وهي مجلس الممثلين والذي يذهب إليهم، مشيراً إلى أن الانتخابات النصفية تعطي توقعات إلى شكل الانتخابات الرئاسية بالتالي هي مهمة للرئيس بايدن، خاصة وأن ترامب يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية.
في سياق متصل، قالت هديل عويس الباحثة الأميركية، إنه لا يزال مجلس الشيوخ محل تنافس حاد، حيث يحتاج الجمهوريون لمقعد واحد فقط لاستعادة المجلس، لكن عددًا من المرشحين الجدد الذين يتنافسون على مقاعد من الحزب الجمهوري الذين دفع بعهم ترامب لا يحظون بشعبية كبيرة داخل الحزب ويكافحون من أجل جمع التبرعات للانتخابات.
وأوضحت عويس لـ«الاتحاد»، أن نتائج الانتخابات حتى الآن تؤشر إلى أن الجمهوريين لم يحققوا النجاح الكبير والفارق عن الديمقراطيين، ولم يحدث الفوز بفارق واسع على عكس كافة التوقعات وما يحدث عادة وهو خسارة حزب الرئيس في الانتخابات النصفية وما كان يروج له الجمهوريون عادة بفوز سحاق بانتخابات الكونغرس.
وكشفت عن أن أغلب الناخبين اختاروا على أساس تقديم الخدمات وليس على أساس ترشح بايدن أو ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في الوقت الذي استمرت نفس الولايات التي أيدت بايدن في الرئاسة مؤيدة للحزب الديمقراطي في التجديد النصفي للكونغرس منها بنسلفانيا على سبيل المثال أحد أهم الولايات انتخابياً. وقالت الباحثة، إن ولاية أريزونا كانت تميل أكثر إلى الجمهوريين، للمرة الثانية بعد الانتخابات الرئاسية، وأيدت المرشح الديمقراطي في انتخابات الكونغرس خشية من حالة الانقسام بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقد أكد كثير من الجمهوريين الفائزين طي صفحة تلك الانتخابات.